جارتنر: الإقبال على حلول المنازل المتصلة بالشبكة لا يزال في مراحله الأولى

أشارت دراسة جديدة صادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن الإقبال على الحلول الجديدة الخاصة بالمنازل المتصلة بالشبكة لا يزال مسألة حديثة نسبياً. وخلصت الدراسة، التي استطلعت آراء أكثر من عشرة آلاف شخص على الإنترنت خلال النصف الثاني من عام 2016، إلى أن 10% فقط من العائلات تستخدم حالياً حلول خاصة بالمنازل المتصلة شبكياً.
وتتألف حلول المنازل المتصلة بالشبكة من مجموعة من الأجهزة والخدمات المتصلة مع بعضها البعض وبشبكة الإنترنت، والتي يمكنها الاستجابة بشكل تلقائي لضوابط وأوامر معدة مسبقاً، كما يمكن التحكم بها وإدارتها عن بعد عن طريق تطبيقات الهواتف المحمولة أو متصفحات الإنترنت، والتي تمتاز أيضاً بقدرتها على إرسال التنبيهات والرسائل إلى المستخدمين.
وقالت أماندا سابيا، كبيرة محللي الأبحاث لدى جارتنر: على الرغم من توجه العائلات في العالم المتقدم لتبني حلول المنازل المتصلة بالشبكة، إلا أنه يقع على عاتق الشركات المزودة لهذه الحلول مسؤولية استقطاب مستخدمين الجدد. وإذا ما أرادت هذه الشركات النجاح في تحقيق المزيد من الانتشار لهذه الحلول فإنها تحتاج لمعرفة الدوافع الحقيقية التي تلهم وتحفز المستخدمين الحاليين لتحقيق المزيد من الإقبال عليها”.
وتوصلت الدراسة إلى أن الاقبال على أنظمة الإنذار الأمنية الخاصة بالمنازل، وهي الفئة الأكثر انتشاراً من حلول المنازل المتصلة بالشبكة، قد ارتفع بنسبة الضعف (18%) مقارنة بحلول المنازل المتصلة الأحدث نسبياً مثل أنظمة مراقبة المنازل التي شهدت اقبال بنسبة (11%)، وحلول إدارة الطاقة وأتمتة المنازل (9%)، وحلول إدارة الصحة والسلامة (11%). وكانت نسب الاقبال الإجمالية على هذه الحلول أكبر بمعدل 5-6% في الولايات المتحدة التى كانت أول من طرح هذه التقنية في أسواقها.
وباستثناء أنظمة الإنذار الأمنية للمنازل التي تتطلب رسوماً شهرية، قد تواجه الشركات المزودة لهذه الحلول تحديات في تحقيق الأرباح من الخدمات المتصلة شبكياً، حيث كشفت الدراسة إلى أن أقل من نصف العائلات تدفع حالياً رسوم اشتراك لقاء استخدام حلول مراقبة المنازل وإدارة أو أتمتة الطاقة.
يعتبر قطاع خدمات مراقبة المنازل هو الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة، إذ تشير 59% من العائلات المستخدمة لحلول مراقبة المنازل إلى أنهم يدفعون رسوم شهرية، ما يؤكد على جدوى وفعالية هذه الحلول. إلا أن فرض رسوم اشتراك على حلول إدارة الطاقة وأتمتة المنازل وحلول الرعاية الصحية يبدو أمراً صعباً نوعاً ما نظراً لاستخدام أكثر من نصف العائلات لهذه الخدمات بالمجان في الوقت الراهن. وتبرز هذه الصعوبة بشكل أكبر في المملكة المتحدة، حيث أن بعض خدمات أتمتة المنازل تتطلب رسوماً، في حين أن 58 % من العائلات تحصل على هذه الخدمات بالمجان.
طرحت الدراسة مجموعة أسئلة على المستطلعين تتعلق بشعورهم وتفضيلاتهم تجاه قيمة الأجهزة والأدوات والتطبيقات التي تشكل النظام الإيكولوجي للمنازل المتصلة بالشبكة، حيث خضعت إجاباتهم لمقياس من 0 إلى 100. وأفاد ثلاثة أرباع المستطلعين عن رضاهم تجاه التحكم اليدوي بالإنارة والحرارة في منازلهم، بينما أظهر الربع المتبقي منهم اهتمامهم في الحصول على أجهزة متطورة تتوقع احتياجاتهم وتعمل على تلبيتها في المنزل. كما أظهر 58% من المستطلعين عن تفضيلهم لاستخدام أجهزة منفصلة ومستقلة، قائمة بذاتها.
فضلاً على ذلك، أشار المستطلعون إلى أنهم بدأوا بملاحظة قيمة وجود تطبيق واحد يدمج كافة الأجهزة والأدوات والخدمات المتعلقة بالمنازل المتصلة شبكياً. وفي هذا السياق أشار أكثر من نصف المستطلعين (55%) إلى تفضيلهم وجود تطبيق واحد يجمع الأجهزة والخدمات لمنازلهم المتصلة بالشبكة، بينما (58%) منهم توجه نحو أهمية الأجهزة المنزلية والخدمات التي تكون ذات علامة تجارية موثوقة.
ومن جانبها، أشارت جيسيكا ايكولم، مديرة الأبحاث في مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “يجب على الرسائل التسويقية الأساسية للشركات المزودة لهذه الحلول على القيمة الحقيقية التي يوفرها النظام الإيكولوجي المتكامل للمنازل المتصلة شبكياً والتي تشمل الأجهزة والخدمات والخبرات. ويجب أن ينصب التركيز على قيمة المنازل المتصلة بالشبكة وكيف يمكن لهذه المنازل أن تساعد في حل المشاكل اليومية، بدلاً من أن تكون مجرد مجموعة متطورة من الأجهزة والتطبيقات”.