حدد الصفحة

مستقبل قطاع منتجات السيراميك يركز على الابتكارات المستدامة

مستقبل قطاع منتجات السيراميك يركز على الابتكارات المستدامة

فيكتوريا زايرا، رئيسة قسم التصنيع والطاقة في جمعية مصنعي السيراميك الإسبانيين -“سيراميك إسبانيا”

يلعب الترويج للاستدامة أثناء تطوير المُدن الذكية دوراً أساسياً لأنه يتماشى مع التحرك العالمي لخفض انبعاثات الكربون. وحققت منطقة الشرق الأوسط انجازات ملحوظة في البناء والتصميم، وتُعتبر المنطقة الآن مُلهمة للعديد من دول العالم من خلال الابتكارات العالمية التي تواجه التحديات البيئية.

ويشغل السيراميك الإسباني مكانة هامة في قطاع البناء والتشييد، ويقود جهود تصنيع سيراميك مستدام من خلال تقديم حلول فعالة من حيث التكلفة والمتانة، كما أنه صديقاً للبيئة، ويعود بالنفع على البنية التحتية وعلى من يعيش فيها أيضاً. وزاد الطلب على السيراميك الإسباني خلال الأعوام الأخيرة نتيجة لإدراك المزيد من الناس، وخاصة العالمين في مجال البناء والتشييد، قوته ومتانته وكفاءته. لكن رحلة الاستدامة لا تتوقف هنا، فمن خلال الاستمرار في الابتكار وإجراء التحسينات على السيراميك، يواصل السيراميك الإسباني تطوير المزيد من القدرات للوصول لمُميزات إضافية تتوافق مع أهداف تحقيق صافي صفر في الانبعاثات.

الاعتماد على الحلول الرقمية وخفض استهلاك الطاقة

يقدر حجم سوق السيراميك العالمي بحوالي 227.9 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يشهد معدل النمو السنوي المُركب للقطاع ارتفاعاً يبلغ 7.1% بين 2022 و2027. والمعروف عن قطاع السيراميك أنه صناعة تستهلك الكثير من الطاقة، ولذلك يعمل مصنعو السيراميك في إسبانيا على الاستفادة من الابتكارات الرقمية من أجل خفض استهلاك الطاقة.

مستقبل قطاع منتجات السيراميك يركز على الابتكارات المستدامة1_ssict_736_736

وفي منطقة الشرق الأوسط على وجهه الخصوص، تقود صناعة السيراميك الإسباني توجهاً للاعتماد على تصاميم داخلية تسهم في تحقيق الاستدامة. وباستخدامه على نحو واسع في العديد من المشاريع السكنية والتجارية، يظهر الدور البارز السيراميك الإسباني في التصاميم بفضل اللمسات الجمالية التي يضيفها وقدرته الكبيرة على تحمل مختلف الظروف. ومع كل تلك المميزات الرائعة، يُمهد السيراميك الإسباني الطريق لمستقبل أكثر اخضراراً يتخطى التأثير الواضح لانبعاثات الكربون. وتقدم الطباعة الرقمية ثورة في إمكانيات التصميم من خلال السماح بتواجد أنماط مُعقدة وملمس حقيقي مع إمكانية تقديم نسخ طبق الأصل من العديد من المواد مثل الخشب ومختلف أنواع الأحجار بدون زيادة تأثير انبعاثات الكربون. ويحرص قطاع السيراميك الإسباني عموماً وشركة سيراميك إسبانيا خصوصاً على مواصل الجهود لتحقيق صافي الصفر في منطقة الشرق الأوسط، سواء من خلال تزويد العملاء بخيارات تقنية  أو من خلال تطبيق أحدث التقنيات لتقديم مجموعة متنوعة من الخيارات المُميزة في مجال الاستدامة.

التحلي بالمسؤولية عند استهلاك الموارد

يجب على مصنعي السيراميك بلا شك إعطاء الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة مع الاستفادة من استخدام المواد المُعاد تدويرها والحصول على شهادات لإثبات التزامهم بالاستدامة. وعليهم أيضاً إعادة التفكير في عمليات التصنيع لخفض تأثير القطاع على البيئة، ويُمكن لتطبيق مبادرات مثل إعادة استخدام بقايا المواد المُختلفة كمواد خام لمنتجات جديدة أن تسهم في خفض النفايات والمخلفات على نحو ملحوظ. ومن المهم كذلك استعادة أكبر قدر ممكن من مخلفات الطين قبل الحرق، وذلك لخفض الحاجة للمواد الخام البكر وخفض التأثير البيئي.

أما بالنسبة لاستخدام المياه، من الجدير بالذكر أن 80% من المياه المستخدمة في عملية تصنيع السيراميك الإسباني تتبخر، في حين أن النسبة المُتبقية والتي تبلغ 20% يُمكن إعادة تدويرها واستخدامها للإسهام في تحقيق صفر في هدر المياه. ويُمكن لأساليب مثل تطوير عملية استعادة المواد مع تحقيق أكبر استفادة مُمكنة من الطين والعمل على تنقية المياه تحقيق المزيد من الفعالية كبديل للمياه التي كانت تُستخدم  سابقاً في عملية تصنيع السيراميك مما يساهم في تخفيض هدر المياه.

ومن أجل زيادة الارتقاء بجهود تحقيق الاستدامة، يعمل مصنعو السيراميك في إسبانيا على الاستفادة من أنظمة استعادة الحرارة مع تدابير ترشيد استهلاك الطاقة من أجل خفض التلوث وتحسين استخدام الطاقة. ويمكن الاعتماد أيضاً على خيارات أخرى قابلة للتطبيق لخفض التأثير على البيئة، مثل الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة وزيادة نسبة المواد المُعاد تدويرها.

مستقبل قطاع منتجات السيراميك يركز على الابتكارات المستدامة3_ssict_736_736

دراسة الاستدامة من أجل الارتقاء برؤية صافي صفر

يتطلب تحسين الاستدامة لمنتج ما دراسة ملفه البيئي كاملاً ودورة حياته من المنظور العالمي. ويُطلق على المنتج أنه “صديق للبيئة” عندما يتم استهلاك المواد الخام المتوفرة فيه بكفاءة، وعندما ينجح في تحقيق تأثير محدود على البيئة في كافة مراحل دورة حياته. علاوة على ذلك، يجب على المنتجات التي تعتبر صديقة البيئة أن تؤدي الغرض المطلوب منها بدون أي أخطاء أو نواقص ودون تعريض المستهلك لأي نوع من أنواع المخاطر، ووالتسبب في أي تأثير بيئي عندما يتم التخلص منها أو إعادة تدويرها في نهاية المطاف.

ويُقدم قطاع صناعة السيراميك في إسبانيا مثلاً يُحتذى به من حيث تحليل كافة مراحل عملية تصنيع السيراميك للعديد من العقود وتحقيق الريادة في الحصول على أول إعلان للمنتج البيئي وهي شهادة تساعد الشركات على شرح الأداء البيئي للمنتجات وما حققته هذه المنتجات في مجالات الاستدامة والحفاظ على البيئة. وتوفر هذه الشهادات طبقاً لمعايير الأيزو 14020، معلومات حول التأثير البيئي للمنتج في كافة مراحل دورة حياته. وفي حين أن نظام الحصول على هذه الشهادات تطوعي، فمن الأغلب أن يُصبح جزء لا يتجزأ في الارتقاء بتنافسية العلامات التجارية والترويج للوعي بقضايا حماية البيئة والاستدامة.

قيادة قطاع السيراميك نحو تحقيق أهداف الاستدامة

تشتهر صناعة السيراميك في إسبانيا بالتزامها الصارم بالاستدامة، إضافة إلى نسب كفاءة الطاقة المُتميزة مما مكن قطاع صناعة السيراميك في إسبانيا من التفوق على مختلف صناع السيراميك حول العالم. كما اعتمد السيراميك الإسباني على التقنيات المُبتكرة مع تركيز شديد على تصنيع منتجات صديقة للبيئة، وكنتيجة لذلك، حقق قطاع السيراميك في إسبانيا أعلى نسبة كفاءة في استخدام الطاقة لكل وحدة إنتاج بالمقارنة بكل صُناع السيراميك في مختلف المناطق عالمياً.

وتُعد كل من إسبانيا وايطاليا من الدول الرائدة في مجال كفاءة استخدام واستهلاك الطاقة في مجال تصنيع السيراميك، وتفوقت الدولتان على العديد من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي في هذا الموضوع. ونجحت الدولتان بفضل تركيزهما على الاستدامة في تحقيق التميز في خفض التأثير البيئي والارتقاء بكيفية استهلاك الموارد.

تتسم المنتجات الصديقة للبيئة بالكفاءة في استهلاك المواد الخام، مع أقل تأثير ممكن على البيئة والحفاظ على تقديم وظائفها والغرض منها على أكمل وجه، ولا تتسبب في أي مخاطر أثناء استخدامها أو التخلص منها. ويُعتبر سيراميك إسبانيا خياراً مثالياً للجهات التي تعطي الأولوية لهذه الجوانب مع ضمان أسلوب مستدام ومسؤول في تطوير كافة المنتجات.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com