البنية التحتية الرقمية المرنة تطلق عصراً جديداً من ذكاء الأعمال في قطاع التمويل الرقمي الإقليمي

تسعى جميع القطاعات في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى تسريع عملية التحول الرقمي، بما في ذلك قطاع التمويل الذي دخل عصر التمويل الرقمي 3.0. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى الارتقاء بالمجتمع، ودفع عجلة التحول الرقمي، وخلق فرص جديدة للابتكار، إلا أن قطاع التمويل الرقمي في المنطقة يقف على مشارف منعطف هام في ضوء الانتشار الواسع للهواتف الذكية، وتوفر خدمات الإنترنت فائقة السرعة، ومطالبة المزيد من المستهلكين برقمنة القطاع المصرفي والمالي.

ومن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان ارتفاعاً كبيراً في إيرادات قطاع التكنولوجيا المالية، من 1.5 مليار دولار في عام 2022 إلى 3.5-4.5 مليار دولار بحلول عام 2025. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تنامي الاعتماد على التكنولوجيا المالية في القطاع المصرفي، والذي من المتوقع أن يرتفع من أقل من 1% إلى 2-2.5%. وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تمثل محافظ الهواتف المحمولة 55٪، ومعاملات البطاقات 30٪، والمعاملات النقدية 10٪ فقط من المعاملات المصرفية للأفراد على الصعيد العالمي.

واستضافت هواوي خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة 2024 في برشلونة، جلسة حول التمويل الرقمي بعنوان “خدمات مصرفية بلا توقف، المرونة تعزز ذكاء الأعمال”، والتي ناقشت كيف يمكن للقطاع المالي زيادة مرونته لتعزيز قدرته على تبني ذكاء الأعمال. وخلال الجلسة، أكد جيسون ساو، الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال التمويل الرقمي في هواوي، أن المرونة تشكل الركيزة لعمليات هواوي، وشرح بالتفصيل طرق تعزيز مرونة البنية التحتية في عصر الذكاء.

تشهد الخدمات المالية الرقمية المتمثلة في إجراء المدفوعات في الوقت الفعلي ازدهاراً ملحوظاً في العصر الرقمي. وتساهم الخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل القائم على السيناريو في حفز التحول نحو البنى المفتوحة. كما يتنامى استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة في مجالات رئيسية مثل المشاركة المالية وتطوير البرمجيات.

وتفرض هذه التغييرات مجتمعةً تحديات جديدة أمام تحقيق المرونة. وفي هذا الإطار، تشير شركة هواوي إلى ضرورة إعادة تعريف وتوحيد مفهوم المرونة لتسريع تطوير ذكاء الأعمال بشكل أفضل، بما يضمن عدم التعطل عن العمل، وتوافر الخدمات المالية بشكل كبير دون انقطاع، وتزويد المستخدمين بتجربة خالية من الانتظار، وتفعيل الإجراءات اللاتلامسية، بالإضافة إلى ضمان خدمة الثقة الصفرية، وتعزيز أمن البيانات.

وقد شرعت بعض البنوك في المنطقة بالفعل في رحلة التحول الرقمي، بما في ذلك بنك الرياض الذي يعد أحد أكبر المؤسسات المالية الرائدة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، ويتمتع بامتياز قوي لدى العملاء من الشركات والأفراد على حدٍّ سواء. ويعد بنك الرياض، الذي يمتلك قاعدة رأسمالية قوية، ممولاً ومنظماً رائداً للقروض المشتركة في قطاعي النفط والبتروكيماويات، بالإضافة إلى معظم مشاريع البنية التحتية الرائدة في المملكة.

كما يسهم بنك الرياض في تحقيق أهداف وتطلعات رؤية السعودية 2030 من خلال دعم التحول الرقمي للمملكة، وتطوير قطاعها الخاص، وإقامة شراكات اقتصادية. وقد اعتمد البنك تقنيات جديدة في إطار مساعيه لتحقيق تحول رقمي متكامل في جميع عملياته.

وباعتبار أن البيانات تعد أهم الأصول التي يمتلكها أي بنك، فإن استقرار البيانات، وأمنها، وقوة حوسبة البيانات تؤثر مجتمعةً على جودة خدمة العملاء وإنتاجية البنك. وهو ما دفع بنك الرياض إلى التعاون مع هواوي لبناء نظام تخزين مفتوح، وآمن، وموثوق، ومرن، وسهل الصيانة. ويعد بنك الرياض أول بنك في المملكة العربية السعودية ينشر حلاً مكوناً من 3 مراكز بيانات (نشط-نشط + تكرار عن بُعد) لتلبية متطلبات استمرارية خدمة نشط- نشط داخل المدينة على مدار الساعة، واستعادة القدرة على العمل بعد الكوارث.

وإلى يومنا هذا، تواصل هواوي تقديم خدمات لأكثر من 100 مؤسسة مالية على مستوى العالم، حيث اختار 53 بنكاً من أصل أكبر 100 بنك في العالم ونحو ثلثي البنوك المصنفة ضمن أفضل 20 بنكاً في الصين، شركة هواوي لبناء قاعدة بياناتها ومنصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتعمل الشركة على خدمة القطاع المالي منذ 14 عاماً، مقدمةً خدماتها حتى الآن لأكثر من 3300 عميل مالي في أكثر من 60 دولة ومنطقة، بما في ذلك 50 بنكاً من أصل أكبر 100 بنك في العالم.

تعزيز القرارات القائمة على البيانات

يمتلك القطاع المالي كماً كبيراً من البيانات، وتؤمن هواوي أن الاستفادة من قيمة هذه البيانات تتطلب تطبيق أربع آليات؛ بما فيها من التشغيل إلى البيانات، ومن البيانات إلى المعلومات، ومن المعلومات إلى المعرفة، ومن المعرفة إلى العمل. ولتطبيق هذه الآليات على أكمل وجه يتعين على القطاع المالي تعزيز بنية البيانات وحوكمتها واستهلاكها وأمنها، فضلاً عن الارتقاء بالمواهب في مجال البيانات.

وعلى صعيد استهلاك البيانات مثلاً، أضحى من الأهمية بمكان تغيير النمط التقليدي في توفير البيانات والقائم على طرف مرسل وطرف مستقبل دون أي تفاعلات قائمة. ولتحقيق ذلك، يتعين علينا تطوير منصة خدمة بيانات مركزية تمكّن توزيع البيانات بشكل نشط يستطيع المستخدمين الاشتراك فيها، مما يسمح لموظفي البنوك في المقرات الرئيسية والفروع استخدام البيانات بكفاءة.

وفي وضع مثالي، يجب أن تكون جميع البيانات المالية للاستخدام بسهولة في يوم واحد وضمان خلق قيمة إضافية. ولتحقيق هذا الهدف، اتخذت هواوي العديد من التدابير بدءاً من تطوير بُنى تحتية رائدة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير حلول لموجهة مختلف السيناريوهات وضمان تقديم خدمات هي الأفضل ضمن فئتها.

وينصب التركيز الاستراتيجي لشركة هواوي على أربعة اتجاهات رئيسية؛ تتمثل في إرساء بنية تحتية مرنة، وتسريع وتيرة تحديث التطبيقات، وتعزيز القرارات القائمة على البيانات، بالإضافة إلى تمكين ابتكار السيناريوهات. ولتحقيق هذه الأهداف، طورت الشركة حلولاً لمساعدة العملاء على تطوير منظومة اتصال شاملة تتميز بالسرعة وقائمة على الخبرات والتعاون، فضلاً عن توفير معلومات شاملة وتشاركية في الوقت الفعلي، مما يتيح تقديم خدمات مالية متميزة في كل مكان ولجميع السيناريوهات.

في عالمنا الرقمي المتطور، تعتبر القدرة على التكيف والصمود أمرًا حاسمًا للنجاح. إذ تفرض التحولات العصر الرقمي تحديات جديدة تتطلب منا التصدي لها بشكل فعال. وفي ضوء ذلك، تؤمن هواوي بضرورة إعادة تعريف وتوحيد مفهوم المرونة والقدرة على التكيف لتقديم خدمات مصرفية بلا توقف؛ بما في ذلك ضمان عدم التعطل عن العمل، وتوافر الخدمات المالية بشكل كبير دون انقطاع، وتزويد المستخدمين بتجربة خالية من الانتظار، وتفعيل الإجراءات اللاتلامسية بالإضافة إلى ضمان خدمة الثقة الصفرية وتعزيز أمن البيانات، وبالتالي المساهمة في تسريع تطور ذكاء الأعمال.