حدد الصفحة

في إم وير تستعرض المكونات الأساسية لبناء المدن الذكية

في إم وير تستعرض المكونات الأساسية لبناء المدن الذكية

تخيل أنك تعيش في مدينة تراقب فيها أجهزة الاستشعار كل شيء، بدءاً من درجة الحرارة إلى حركة المرور، حيث يتم إشعال أجهزة إنارة الشوارع وإطفائها بواسطة أجهزة استشعار الحركة، وحيث بإمكان أنابيب المياه تعيين مكان التسرب وإغلاقه عن بعد، وحيث يصبح بالإمكان تحسين مستوى الأمن العام بفضل استخدام كاميرات المراقبة المؤتمتة.
لقد تحقق هذا الواقع بفضل النمو والتوسع المستمر لتقنيات إنترنت الأشياء (IoT)، وهي عبارة عن شبكة من الأشياء وأجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت، والقادرة على التواصل بانسيابية عالية مع بعضها البعض ضمن الزمن الحقيقي. فمدينة المستقبل ستكون قادرة على التواصل مع نفسها، وتتبع حركة سكانها والتفاعل معهم، وتحسين الظروف المحيطة بشكل تلقائي. لكن يجب اتخاذ بعض الخطوات الضرورية:
بناء بنية تحتية تفي بالغرض المنشود
تنطوي الخطوة الأولى والحاسمة في مسيرة بناء المدينة الذكية على إنشاء منصة خدمات مشتركة وعالية الاعتمادية، بحيث تتوافق مع جميع خدمات المدينة. وباعتبارها قاعدة أساسية، فإنها سترتبط مع جميع التقنيات الذكية في المدينة، بدءاً من شبكات الكهرباء، وصولاً إلى عدادات المياه، وغيرها من المرافق.
وبهذه المناسبة، قال رشيد العمري، الخبير الاستراتيجي لحلول الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة في إم وير: “لنأخذ على سبيل المثال البنية التحتية لتقنيات إنترنت الأشياء IoT في دبي، حيث يعزى النجاح الذي حققته بدرجة كبيرة إلى قدرتها على إنشاء مؤسسة مركزية ومشتركة لتقنية المعلومات تحمل اسم حكومة دبي الذكية، والتي تحتض جميع المبادرات الذكية الأخرى معاً، وتعمل كقسم لتمكين خدمات تقنية المعلومات لبقية أقسام حكومة دبي الإلكترونية”.
ربط الخدمات
بالإمكان استثمار آلية مشاركة المعلومات بين الخدمات من أجل تحقيق أي شيء، بدءاً من تخفيف الازدحام المروري، وصولاً إلى إنقاذ الأرواح.
تخيل اصطدام أحد السائقين المتهورين بسيارة أخرى، والتسبب بإصابة السائق الآخر بجروح، عندها بالإمكان مشاركة اللقطات المسجلة عبر كاميرات المراقبة مع الشرطة وشركات التأمين ذات الصلة، وستعمل خدمة النقل على إعادة توجيه حركة المرور وفقاً لبيانات الزمن الحقيقي، ثم سيتم إخطار سيارة الإسعاف الأقرب لمكان، بعدها مباشرةً سيتم استخراج السجل الطبي للسائق كي يتلقى أفضل درجات الرعاية الطبية المتاحة.
الأمن
عندما تصبح المدن ذكية، فإن هذا الأمر يعني ضرورة نشر المزيد من أجهزة إنترنت الأشياء من أجل ربط البنية التحتية والموارد. وتشير توقعات مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن عدد أجهزة إنترنت الأشياء سينمو إلى ثلاث أضعاف وأكثر، ليصل إلى حوالي 21 مليار جهاز بحلول العام 2020.
وستوفر هذه الموجة الصاعدة من الأجهزة المرتبطة بالشبكة، والكمية الهائلة من البيانات التي تتم مشاركتها لاسلكياً، فرصاً ضخمة، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي لمواجهة الكثير من المخاطر. ولذلك من الأهمية بمكان ضمان أمن جميع هذه الأجهزة، التي بإمكانها الوصول إلى البيانات الحساسة، سواء كانت بيانات مملوكة من قبل شركات أو موظفين.
هناك مكون أساسي وضروري لإنشاء شبكة آمنة من الأجهزة على امتداد المدينة الذكية، ألا وهي الحلول القوية للإدارة المتنقلة للمؤسسات، التي تضمن الإدارة المتكاملة من النهاية إلى النهاية لجميع الأجهزة المتصلة بالشبكة. الأمر الذي يتيح إمكانية منح الوصول إلى موارد الشركة، والحد منها وإبطالها عند الحاجة، ومراقبة الطرفيات، وتنفيذ إجراءات متصاعدة لما قبل التكوين، وذلك من أجل منع حالات عدم الامتثال، أو لإعادة الجهاز المخالف مرة أخرى إلى الامتثال.
واختتم رشيد العمري بالقول: “في ظل تحقيق عمليات التنفيذ الصحيحة، والبنية التحتية المدارة بشكل جيد، والحلول القوية للإدارة المتنقلة للمؤسسات، مع وجود الكثير من الخيال، فإن المدن الذكية ستوفر الكثير من المزايا الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية الهائلة لسكانها، ما يشير إلى وجود مستقبل رائع ومثير بانتظار كل واحد منا”.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com