منتدى هواوي العالمي لشبكات النطاق العريض يناقش فرص التوسع بدعم شبكات الجيل الخامس المتقدمة لتطوير مستقبل أعمال القطاعات والصناعات الأخرى في المنطقة
نظمت هواوي على مدار الأسبوع الفائت في دبي المنتدى العالمي لشبكات الاتصالات النقالة ذات النطاق العريض بالتعاون مع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) والمنظمة العالمية لمعايير الاتصالات (GTI) ومجلس سامينا للاتصالات (SAMENA Telecommunications Council) بمشاركة مشغلي شبكات الهاتف المحمول وقادة تكنولوجيا القطاعات والصناعات المتخصصة وشركاء النظام الإيكولوجي من المنطقة ومختلف أنحاء العالم لمناقشة سبل دفع عجلة تقدم أعمال الجيل الخامس وتطبيقاته التجارية والعمل على تحقيق مزيد من الاستخدامات التجارية للمرحلة التالية من تقنية الجيل الخامس ممثلة بشبكات الجيل الخامس المتقدم (5G-Advanced) أو ما يعرف بالجيل الخامس والنصف (5.5G).
ركز المنتدى على استكشاف فرص المرحلة المقبلة من نجاح تقنية الجيل الخامس الذي بدأت بالانتشار عام 2019 واستمر نشر تطبيقات شبكاتها التجارية حتى اليوم. وناقش المؤتمر الاستفادة من قدرات المرحلة الحالية لشبكات الجيل الخامس المتقدمة أو ما يسمى بالجيل الخامس والنصف (5.5G) المتوقع أن يحدث أثراً فاعلاً على مستوى رفع كفاءة الأعمال والخدمات التي تقدمها القطاعات والصناعات الأخرى بناء على ميزاته الممثلة بالسرعات الفائقة وخدمة ما يقارب مليار نقطة اتصال وزمن استجابة الشبكة الذي يصل لعدد قليل من الميلي ثانية.
المملكة العربية السعودية كانت من أبرز الدول على مستوى العالم في خوض تجربة الاستفادة القصوى من شبكات الجيل الخامس، ويبلغ حالياً عدد الشبكات التجارية في المملكة ودول المنطقة 17 شبكة، تغطي 48 مليون نسمة. وعلى المستوى العالمي، بحلول يونيو 2023، كان هناك أكثر من 260 شبكة 5G تجارية في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 1.2 مليار مستخدم و 50000 تطبيق صناعي لشبكات الجيل الخامس.
ويرى مسؤولي هواوي بأن شبكات الجوال المستقبلية تحتاج إلى امتلاك ست ميزات هامة تتمثل في سرعات تنزيل عالية تصل إلى 10 غيغابت في الثانية، وسرعات تحميل تصل إلى 1 غيغابت في الثانية، بالإضافة إلى دعم عدد هائل من عمليات نقاط الاتصال التي قد تصل إلى مئة مليار اتصال بأجهزة إنترنت الأشياء، وتضمين إمكانيات الاستشعار والاتصالات المتكاملة، بالإضافة إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي الأصلية. ما يستوجب من شركات الاتصالات والجهات المعنية مواصلة تحسين إمكاناتها ضمن هذا الإطار.
من أبرز المشاركين في المنتدى ماتس غرانريد، المدير العام الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، وكين هو، رئيس مجلس إدارة هواوي بالتناوب الذي أشار في افتتاحية الحدث إلى أن التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالمنا الرقمي تفرض متطلبات جديدة في مجال شبكات الاتصالات كونها العصب المحوري المغذي لنمو وتطوير مختلف أعمال القطاعات والصناعات. كما أوضح كين بأن مسؤولية الوفاء بمتطلبات المرحلة المقبلة من عصر الرقمنة الذكي تفرض مسؤوليات جديدة على المعنيين بقطاع الاتصالات من مشغلين ومنظمين ومسؤولين عن المعايير وموفري المعدات والحلول والمنتجات، وأن أولويات المرحلة الحالية تتمثل بزيادة العمل التعاوني والاستثمارات في تقنية الجيل الخامس والانتقال بها لمرحلتها المتقدمة من شبكات الجيل الخامس المتقدمة التي باتت معروفة بالجيل الخامس والنصف (5.5G).
وقال ماتس بأن تكنولوجيا الجيل الخامس شهدت تقدمًا مذهلًا خلال السنوات القليلة الماضية وتسارعت وتيرة تبنيها في مختلف القطاعات والصناعات على ضوء الميزات التي توفرها، ما أنتج أكثر من 260 شبكة فعالة من الجيل الخامس جرى نشرها حتى الآن في مختلف أنحاء العالم تغطي قرابة نصف سكان الأرض. كما وصلت تكنولوجيا الجيل الخامس إلى مليار مشترك بعد ثلاث سنوات فقط من انطلاقها، وهب نتائج مذهلة مقارنة بتكنولوجيا الجيل الرابع التي استغرقت ست سنوات للوصول إلى نفس العدد.
وأكد كين أن تكنولوجيا الجيل الخامس أصبحت إحدى محركات النمو الجديدة لمشغلي شبكات المحمول. وغيرت التطبيقات القائمة على الفيديو العادات الاستهلاكية بناء على زيارة حركة المرور على الشبكة بواقع ثلاثة إلى خمسة أضعاف، فضلًا عن ارتفاع متوسط الإيرادات لكل مستخدم بواقع 10% إلى 25%. كما ساعدت تكنولوجيا الجيل الخامس شبكات المحمول على التوسع بخدماتها بشكل ملحوظ نحو القطاعات المتخصصة، لترفع من كفاءة أعمالها التشغيلية وجودة خدماتها. ويوجد في الوقت الراهن أكثر من 50 ألف تطبيق صناعي في مختلف أنحاء العالم بخلاف ما يزيد عن 10 ملايين مشترك في تكنولوجيا الجيل الخامس في بيئة صناعية. وقد تم تحديد مجالات أخرى يمكنها الاستفادة من إمكانيات الجيل الخامس مثل التعدين والموانئ والتصنيع.
من جانبه، توقع غرانريد أن تضيف تكنولوجيا الجيل الخامس تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي وستعم الفوائد على جميع القطاعات.وعلى صعيد مستقبل تكنولوجيا الجيل الخامس، سلط كين الضوء على مجموعة مبادرات أساسية يمكن أن تساعد مشغلي شبكات المحمول على مواصلة نجاحهم المستمر في مجال شبكات الجيل الخامس وتعميم فوائدها من خلالهم على سائر القطاعات الأخرى. وحث كين على استغلال تطبيقات الجيل الخامس التي أثبتت فعاليتها للدفع نحو تبني المزيد من القطاعات لهذه التكنولوجيا. وهكذا سيحظى مشغلو شبكات المحمول بوضعية مواتية تمكنهم من استغلال فرص جديدة في رقمنة القطاع عبر تقوية قدراتهم في مجالات السحابة وتطوير التطبيقات الصناعية وتكامل الأنظمة من طرف إلى طرف.
“دو” و هواوي وتطلقان أول فيلا بقدرات تقنية الجيل الخامس والنصف (5.5G) وسرعات اتصال تصل إلى 10جيجابيت في الثانية
كشفت دو؛ شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، بالتعاون مع هواوي، خلال المنتدى العالمي الرابع عشر للشبكات المتنقلة واسعة النطاق (MBBF)2023، النقاب عن أول فيلا تجريبية بقدرات تقنية الجيل الخامس في العالم، والتي تعتبر نموذجاً للمنازل الذكية المستقبلية المدعومة بشبكات اتصالات تصل سرعتها إلى 10 جيجابيت في الثانية.
وتجسد الفيلا الجديدة التكامل السلس بين أحدث التقنيات، حيث تقدم تجربة استثنائية للمنزل الذكي مزودة بتطبيقات متقدمة، ومنها تقنية العرض ثلاثية الأبعاد بالعين المجردة، وتقنيات الواقع الممتد (XR). ومع تطور المحتوى والتطبيقات نتيجة تنامي رغبة المستهلكين بخوض تجارب مميزة، تزداد الحاجة إلى تعزيز قدرات الشبكات. وتلبيةً لهذه الاحتياجات المتنامية، يجد مشغلو الشبكات أنفسهم مضطرين إلى تطوير الشبكات المنزلية إلى سرعات تصل إلى 10 جيجابيت في الثانية.
وقال فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”: “منذ بداية عصر الجيل الخامس، أصبحت تقنية الوصول اللاسلكي الثابت عاملاً محورياً للتحول، وقد مكنتنا من تقديم حلول متطورة لعملائنا الكرام. ونحن كشركة رائدة، نتشرف بأن نمهد الطريق لمثل هذه الابتكارات الجديدة، ولا سيما بالتعاون مع هواوي التي تربطنا بها علاقة تعاونية طويلة أثمرت دوماً عن إنجازات بارزة. وسيمكننا إطلاق خدمة ² FWAمن إعادة تعريف حدود تجربة المستخدم، وتزويد مشتركينا باتصال إنترنت غير مسبوق في الأماكن المغلقة”.
طرف.
وفي إطار إثراء النظام البيئي لتطبيقات الجيل الخامس، طرحت الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول مبادرة البوابة المفتوحة من أجل دعم الابتكار العابر للقطاعات. وتُعد هذه المبادرة إطار عمل لواجهات برمجة التطبيقات المشتركة يسمح بالوصول الشامل لقدرات مشغلي الشبكات، ما يمكّن المطورين وموفري خدمات السحابة من تحسين وإنشاء خدمات رقمية جديدة. وكشف غرانريد عن مشاركة قرابة 240 مشغل شبكة محمول في المبادرة يمثلون أكثر 62 بالمئة من عدد المشتركين في خدمات المحمول حول العالم. ووصف غرانريد المبادرة بأنها “مثيرة جدًا للحماس”.
وفي اليوم الثاني من المنتدى، أكد لي بنغ، النائب الأول لرئيس شركة هواوي، ورئيس قسم أعمال هواوي لشركات الاتصالات بأن الشركة تخطو في مسار صحيح فيما يتعلق بنجاح الأعمال الخاصة بالجيل الخامس، وأن تقنية شبكات الجيل الخامس المتقدمة (5G-Advanced) هي الخطوة التالية الطبيعية في ثورة الجيل الخامس. كما سلط لي الضوء على شبكات الاتصالات في العصر الرقمي بمحورها الأساسي الإنترنت باتت المحرّك الرئيسي للاقتصاد الرقمي. ومن أبرز الميزات التي تقدمها وتدعمها شبكات الاتصالات المتنقلة ذات النطاق العريض:
التقنية ثلاثية الأبعاد من دون نظارات
يتطور النظام الأيكولوجي لصناعة التقنية ثلاثية الأبعاد من دون نظارات بشكل سريع. ومن شأن التقدم الباهر في تقنيات مثل التصيير السحابي وإمكانية عرض الأشخاص الافتراضيين بشكل ثلاثي الأبعاد وفي الوقت الفعلي، إنشاء تجربة غامرة تنقلك إلى آفاق جديدة. إذ يمكن من الآن فصاعدًا للعديد من الأجهزة دعم هذه التقنية، مثل أجهزة الجوال وأجهزة التلفاز، وبالتالي تعزيز استهلاك البيانات بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بالفيديوهات ثنائية الأبعاد.
المركبات الذكية ذاتية التوجيه
بحلول عام 2025، سيكون هناك أكثر من 500 مليون مركبة ذكية على الطرقات. وبفضل الشبكات ذات النطاق الترددي العالي وزمن الوصول المنخفض، ستتمكن المركبات الذكية من مشاركة المعلومات مع الأشخاص والمركبات والطرق والسحابة في الوقت الفعلي. وفي سيناريوهات المساعدة في القيادة، ستسهلك المركبات الذكية أكثر من 300 غيغابايت من البيانات في كل شهر مقابل التدرب على النماذج السحابية وتحديثات الخوارزمية الأسبوعية. أما في سيناريوهات القيادة الذاتية، فإن معدل استهلاك البيانات سيزيد بمعدل 100 مرة.
طرق تصنيع جديدة
مع التقدم الباهر في القدرات مثل تجزئة الشبكة والحوسبة الطرفية، ارتفع عدد شبكات الجيل الخامس الخاصة باستخدام المؤسسات بمقدار مئة ضعف، وشهد حجم السوق نموًا هائلًا، إذ بلغ أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي. ومع ذلك، ونظرًا إلى أن خطوط الإنتاج أصبحت أكثر مرونة وتعتمد بشكل متزايد على الشبكات اللاسلكية، ونتيجة لوجود العديد من أنظمة الإنتاج الأساسية على السحابة، فإن كل هذا يفرض متطلبات أعلى على شبكات الجيل الخامس.
تعميم اتصال أجهزة إنترنت الأشياء
هناك ما يزيد على ثلاثة مليارات اتصال عبر أجهزة إنترنت الأشياء في جميع أنحاء العالم، وتربط تقنية الجيل الخامس الآن الأشياء أكثر مما تربط الأشخاص. وفي المستقبل القريب، ستدعم تقنية الجيل الخامس مجموعة أكبر من تقنيات إنترنت الأشياء، مثل RedCap متوسط السرعة وPassive IoT، الأمر الذي من شأنه توفير خيارات أكثر لسيناريوهات إنترنت الأشياء المختلفة، مما يسمح بتدفق أكثر فاعلية للبيانات والمعلومات وطاقة الحوسبة.
حوسبة ذكية مضمونة في كل مكان
بفضل بزوغ التطورات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، كالنماذج الأساسية مثلاً، سيشهد الطلب على قوة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي نموًا هائلاً. إذ من المتوقع أن يزيد مستوى الطلب بحلول عام 2025 بحوالي 100 مرة عن المستويات الحالية. ومن أجل إطلاق العنان لقدرات قوة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالكامل، تُعد قدرات الشبكة الأكثر تقدمًا أمرًا أساسيًا. إذ ستحتاج الشبكات إلى نطاق ترددي أكبر وزمن وصول أقل لتشغيل الاتصال الذكي. ونظرًا إلى بدء تغير نماذج استهلاك البيانات، ستحتاج الشبكات في المستقبل إلى أن تكون أكثر استقلالية وذكاءً لتقديم تجربة موثوقة.
