كيف يُمكن أن يُساهم الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الأمن السيبراني؟

استعرضت شركة بالو ألتو نتوركس اليوم، وعلى لسان حيدر باشا، رئيس أمن المعلومات لدى “بالو ألتو نتوركس” في الشرق الأوسط وإفريقيا، السبل التي يمكن من خلالها الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الأمن السيبراني.

ويعدُّ الذكاء الاصطناعي من الأدوات القوية التي توظِف قوة البيانات لتمكن الشركات من أداء المهام والأعمال التي تحاكي الذكاء البشري، ولتسهم في دعم نمو الصناعات الرئيسية، من التنقل والمواصلات وصولاً إلى التعليم. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أطلقت في وقت سابق من هذا العام دليلاً خاصاً بالهيئات الحكومية لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الحيوية، لا سيما مع تواصل الجهود التي تبذلها الدولة لمواكبة التطورات الرقمية. 

وتوقعت دراسة بحثية أخيرة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية أن يصل الإنفاق على التكنولوجيا الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، إلى 20 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي يشكل دفعة قوية للبرامج والمبادرات الحكومية مثل مبادرة “نحن الإمارات 2031″، ورؤية “مئوية الإمارات 2071”.

بالرغم من أن دمج الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني يفرز مجموعة من التحديات، لا سيما اتساع مجالات الاستهداف بالهجمات الخبيثة، إلا أنها توفر – في الوقت ذاته – مزايا كبيرة لحماية الشركات من التهديدات. وبعد تفشي جائحة “كوفيد 19” في العام 2020، وما أفرزته من تطورات في نماذج العمل عن بعد والعمل الهجين، فقد اتخذت العديد من الشركات نهجاً استباقياً من خلال اعتماد مجموعة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الهجمات السيبرانية، والتصدي لها بشكلٍ فعّال. 

ويُمكن للشركات الاستفادة من أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحليل كميات كبيرة من البيانات بشكل أسرع، واكتشاف التهديدات السيبرانية بكفاءة أعلى، وحماية أنظمتها وموارد البيانات الخاصة بها.

وتعد “بالو ألتو نتوركس” من الشركات الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لأكثر من عقد من الزمان، وسنواصل الاستفادة من الإمكانات الكاملة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم المزيد من الحلول التي تساهم في توفير الحماية الفورية لعملائنا ضد مختلف الهجمات السيبرانية.

يمتاز الذكاء الاصطناعي بالعديد من الفوائد المتعلقة بالأمن السيبراني مثل تحديد الأنماط التي تساهم في كشف التهديدات المحتملة قبل حدوث الهجوم، وتعزيز الكفاءة من خلال أتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت. من المهم أن تتذكر أن الذكاء الاصطناعي يتمحور حول البيانات وأن جودة مخرجات الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل كبير على جودة البيانات التي تغذيها، فهي عبارة عن مزيج من بيانات القياس المتكاملة والذكاء الاصطناعي التي تعمل مع بعضها البعض لتقدم نتائج أمنية متقدمة. 

تقوم نماذج الذكاء الاصطناعي لدينا، في اليوم الواحد، بتحليل أكثر 1.5 مليون هجوم جديد لم يسبق التعامل معه من قبل. وتساعدنا هذه الرؤى والمعلومات الجديدة، لا سيما عند اقترانها مع خبراتنا الحالية بالتهديدات السيبرانية، في منع أكثر من 8.6 مليار هجوم يستهدف قاعدة عملائنا بشكل يومي. 

تعتبر أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من العوامل المميزة في منتجاتنا، والتي تمكن العملاء من تحقيق فوائد ملموسة. لقد مكنتنا أدوات الذكاء الاصطناعي من مساعدة عملائنا على اكتشاف نقاط الضعف في حركة مرور البيانات الشبكية من خلال تحليل الأنماط والتهديدات المحتملة، وتوفير التنبيهات المسبقة لمسؤولي الأمن السيبراني لديهم. 

يوفر الذكاء الاصطناعي سرعة ودقة أعلى في اكتشاف التهديدات والاستجابة لها، مما يؤدي إلى الحد من تأثير الهجمات السيبرانية. كما إنه يلعب دوراً حيوياً في أتمتة المهام الروتينية، وتوفير الوقت على مسؤولي الأمن السيبراني للتركيز على المهام والتحديات الأكثر تعقيداً. 

ويحتاج الرؤساء التنفيذيون لأمن المعلومات لأن يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة الموجة التالية من الهجمات السيبرانية العاملة بالذكاء الاصطناعي، مع البقاء على اطلاع ومعرفة دائمة بأحدث التطورات المتعلقة بمشهد التهديدات السيبرانية وضمان امتلاك أقوى السياسات والبروتوكولات الأمنية. 

ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإن أحد أهم التحديات التي تواجه هذه التكنولوجيا تتمثل في قدرة المتسللين على استغلالها بشكل خلاق ومبتكر لتنفيذ مآربهم. فبالرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف التهديدات المختلفة وتحديدها ومنعها مثل التصدي للبرمجيات الخبيثة أو برامج الفدية، إلا أن لهذه التكنولوجيا حدودها، وهي تحتاج إلى مشاركة الإنسان في عملية صنع القرار، فالذكاء الاصطناعي يتطلب تفاعلاً بشريا للحفاظ على أمن الشركات وإضافة طبقة حماية إضافية. 

تظهر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة لتعزيز الكفاءة والابتكار. وإن إرساء الأسس الصحيحة واعتماد نهج مدروس سيمكن هذه التكنولوجيا من توفير مزايا عديدة للشركات ودفع أعمالها نحو آفاق جديدة من النجاح والنمو.