حدد الصفحة

جارتنر: أكثر من 2500 رئيس تنفيذي للمعلوماتية يساهمون في صعود موجة المنظومة الرقمية

جارتنر: أكثر من 2500 رئيس تنفيذي للمعلوماتية يساهمون في صعود موجة المنظومة الرقمية

بالتزامن مع تطور ملامح التحول الرقمي، بدأت الشركات، وعلى نحو متنامي، إدراك حقيقة أنها تساهم في رسم ملامح المنظومة الرقمية، التي تتألف من تجمع للشركات، والمنافسين، والعملاء، والمنظمين، وأصحاب وغيرهم من الأطراف المعنية التي تتشارك المعلومات والتفاعل الإلكتروني. حيث أظهرت نتائج الدراسة العالمي السنوية الخاصة بالرؤساء التنفيذيين للمعلوماتية، والتي تجريها مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر، أنه على الرغم من النمو المتواضع في ميزانية الشركات المخصصة لتقنية المعلومات (2.2 بالمائة عالمياً)، إلا أن معدل الإنفاق على عمليات التحول الرقمي آخذ بالارتفاع.
وقد تم جمع بيانات دراسة جدول أعمال جارتنر 2017 الخاص بالرؤساء التنفيذيين للمعلوماتية من 2598 رئيس تنفيذي للمعلوماتية شملتهم الدراسة، يمثلون كافة الصناعات الرئيسية، ويتوزعون ضمن 93 دولة، وهم مسؤولين عن ميزانيات وإيرادات تبلغ قيمتها 4.9 ترليون دولار في القطاع العام، ومعدل إنفاق تبلغ قيمته 292 مليار دولار على قطاع تقنية المعلومات. ولأغراض خاصة بطبيعة هذه الدراسة، تم تصنيف المشاركين فيها وفق فئات الأفضل، والمتوسط، والمبتدئ في إنجاز عمليات التحول الرقمي.
وقد أظهرت نتائج الدراسة للعام 2017 أن الرؤساء التنفيذيين للمعلوماتية بدأوا يوجهون نمط استثماراتهم بما يتوافق مع الأعمال الرقمية، حيث وجدت الدراسة أن متوسط عدد الرؤساء التنفيذيين للمعلوماتية ينفقون بالفعل 18 بالمائة من ميزانيتهم من أجل دعم عمليات التحول الرقمي، وهي نسبة من المتوقع ارتفاعها لتبلغ 28 بالمائة بحلول العام 2018. كما أن أعلى الشركات أداءً (التي نجد فيها عمليات التحول الرقمي “مدمجة بالكامل” ضمن عمليات التخطيط ونماذج الأعمال) تنفق بالفعل 34 بالمائة من ميزانية تقنية المعلومات على عمليات التحول الرقمي، وهي نسبة من المتوقع ارتفاعها إلى 44 بالمائة بحلول العام 2018.
كما أشارت الردود التي رصدتها الدراسة أيضاً إلى حقيقة أن عضوية المنظومة الرقمية تتزايد مع نضوج ملامح عمليات التحول الرقمي. ومن أهم عوامل تميز الأعمال الرقمية عالية الأداء هو إنشاء و/أو المشاركة في إنشاء المنظومة الرقمية. وبشكل مدروس، نجد أن الاستخدام واسع النطاق للمنظومة بهدف إنشاء الحلول بشكل مشترك، والاستفادة من قدرات التوزيع والنشر، تميز شركات الأداء الأفضل عن بقية القائمة. حيث أشار 79 المائة من الشركات الأفضل أداءً إلى مشاركتهم في المنظومة الرقمية، بالمقارنة مع 49 و24 بالمائة للشركات المتوسطة والمبتدئة الأداء، على التوالي.
في هذا السياق قال آندي روسل-جونز، نائب رئيس الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: “تقوم المنظومة الرقمية بمضاعفة نفوذ ونطاق انتشار الشركة، فهي تتيح إمكانية تطبيق الاتصالات القابلة للتحديث والتوسيع بين الشركاء والعملاء المعتمدين، كما أنها توفر أيضاً منصة للأطراف المجهولة كي تستطيع التواصل مع بعضها البعض. كما تقوم هذه المنظومة بطمس جميع الحدود على امتداد هذه الصناعة، وتنمية أنواع جديدة تماماً من الشركات والمنتجات والخدمات”.
ومن أجل المشاركة بشكل كامل في المنظومة الرقمية، ينبغي على الرؤساء التنفيذيين للمعلوماتية التركيز على ثلاثة مجالات جوهرية، وهي: الجوهر التقني، والقدرات التنظيمية، والقيادة على مستوى المؤسسة:
توسيع نطاق التقنيات الأساسية كي تدعم المنظومة الرقمية
مزيج من التقنيات الرقمية الأساسية والصاعدة التي تدعم مرحلة الارتقاء إلى المشاركة بالمنظومة الرقمية. ومن أبرز التقنيات التي تستقطب الاستثمارات حسب تصريح المشاركين بالدراسة هي عمليات التحليل، والخدمات السحابية، وإدارة السوق الرقمية، والأمن. وتواصل عمليات التحليل وذكاء الأعمال التربع على سلم الأولويات الاستثمارية في جميع المؤسسات، وبكافة أنواعها، حيث أشار 38 بالمائة من المشاركين بأنهم يصنفونها كأهم ثلاث أولوياتها بالنسبة لهم.
وبالنسبة لجميع الشركات باستثناء صاحبة الأداء الأفضل، تبقى حلول تخطيط موارد المؤسسات جهة الاستثمار الكبيرة بنسبة 22 بالمائة للشركات متوسطة الأداء، و30 بالمائة للشركات المبتدئة، ما يجعلها تحتل مكانة ضمن أهم ثلاث تقنيات. في حين صنّفت 8 بالمائة فقط من الشركات الأفضل أداءً حلول تخطيط موارد المؤسسات ضمن الأولويات الثلاثة الأولى، كونها قامت في غالب الأمر بتوسيع استثماراتها من أجل تحديث حلول تخطيط موارد المؤسسات، وتحويل هذا الاستثمار إلى أنشطة عالية العوائد. بالمقابل، تستثمر الشركات المبتدئة بدرجة كبيرة في الأنشطة المتقاربة والتقليدية، وهذا يشير إلى أنه سيتوجب عليها العمل بشكل جاد من أجل تحديث مستوى تقنياتهم الأساسية، وذلك قبل أن يتوجهوا للاستثمار في نماذج الأعمال الرقمية.
إنشاء مؤسسات جاهزة لاستقبال المنظومة الرقمية
يشير الرؤساء التنفيذيون للمعلوماتية، والعاملين في مختلف المجالات، إلى الهوة القائمة في مهارات تقنية المعلومات باعتبارها العائق الرئيسي الذي يواجهونه، والذي يقف في طريق تحقيق أهدافهم. حيث أفاد حوالي 34 بالمائة من المشاركين في الدراسة إلى أن المهارات المرتبطة بالمعلومات تمثل أكبر هوة في مجال عملهم، وخاصة المهارات التي تحتاج إلى أحدث بيئات عمليات التحليل، وأكثرها تقدماً. كما أن المهارات التي سبق تطبيقها على عمليات التحليل التشخيصية، قبل مرحلة عمليات التحول الرقمي، ليست كافية لسيناريوهات البيانات الجديدة ضمن الزمن الحقيقي التي تولدها تقنيات إنترنت الأشياء IoT، وعمليات التحليل الشخصية، والتقنيات التشغيلية، ونظم المعلومات. ونتيجة لذلك، هناك نقص في توريد المهارات الجديدة، فضلاً عن كونها مكلفة.
من جهة أخرى، تعتبر تقنية المعلومات ثنائية المنهجية المفتاح الرئيسي لإنشاء مؤسسات جاهزة لاستقبال المنظومة الرقمية، وهذا هو المجال الذي تستطيع الشركات من خلاله تحقيق التقدم المنشود. وقد أشار حوالي 43 بالمائة من المستطلعين في هذه الدراسة إلى أنهم يعتمدون تقنية معلومات ثنائية المنهجية. ومع ذلك، الشركات الأفضل أداءً تتفوق كثيراً على الشركات المتوسطة والمبتدئة في استثمارها للمنهجية الثنائية، حيث أفادت 68 بالمائة من جميع الشركات الأفضل أداءً أنهم يتبنون المنهجية الثنائية، بالمقارنة مع 17 بالمائة فقط من الشركات المبتدئة.
القيادة المتفوقة والمستعدة لاستقبال المنظومة الرقمية
تعد عملية إدراك أولويات العمل، وتطبيق الضوابط القيمة لإبلاغ الإدارة والجهات التنفيذية، من المراحل التأسيسية للارتقاء نحو المنظومة الرقمية. فقد أظهرت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيون وقادة الرؤساء التنفيذيون للمعلوماتية في الشركات عالية الأداء يتشاطرون ذات التوجه والتركيز على معدل النمو وعمليات التحول الرقمية. ويعتبر معدل النمو من المواضيع المكررة ضمن أولويات العمل الاستراتيجية لهذا العام، والتي يتبناها 28 بالمائة من الشركات الأفضل أداءً، و21 بالمائة من الشركات المتوسطة الأداء، و24 بالمائة من الشركات المبتدئة، الذين يصنفونها على رأس أهم ثلاث أولويات بالنسبة لهم. كما تعد الأعمال الرقمية/عمليات التحول الرقمي من أولويات استراتيجيات الأعمال القصوى بالنسبة للشركات الأفضل والمتوسطة الأداء (28 و20 بالمائة، على التوالي)، إلا أن أهميتها لا تستقطب سوى 6 بالمائة فقط من الشركات المبتدئة.
في الختام، قال آندي روسل-جونز: “لإنشاء قيادة متمرسة بالمنظومة الرقمية، ينبغي على قادة الشركات إعادة تقييم أولويات القيادة، ومشاركة الأطراف المعنية، وإشراكهم في المبادرات الرقمية. أما القادة الجاهزين لتولي إدارة المنظومة الرقمية فإنهم يتمتعون بفكر شمولي، فهم يبحثون عن الفرص في كل مكان، ويقومون بإرساء شراكات متنوعة، ويشككون في المقترحات القيمة ونماذج الأعمال القديمة”.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com