حدد الصفحة

التكنولوجيا والتعاون محوران أساسيان لدعم الأمن الغذائي العالمي

التكنولوجيا والتعاون محوران أساسيان لدعم الأمن الغذائي العالمي

ناقش خبراء التحديات التي تمت مواجهتها في ظل جائحة فيروس كورونا خلال المنتدى الإلكتروني الذي تم انعقاده يوم أمس حول الابتكار الزراعي والأمن الغذائي، بتنظيم من السفارة الإيطالية في الإمارات وبالشراكة مع جامعة خليفة ومؤسسة دبي للمستقبل

أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة؛ 10 ديسمبر 2020: سلّط تأثير جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد والتجارة العالميين الضوء على قضية الأمن الغذائي وأهمية اتخاذ خطوات عملية وجادة لتصنيع المواد الغذائية الأساسية محلياً لدعم السكان على الصعيد العالمي. ناقش متحدثين وممثلّين رسميين من إيطاليا ودولة الإمارات خلال المنتدى الإلكتروني الذي تم انعقاده يوم أمس، وبحضور معاليمريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي في الإمارات العربية المتحدة، مع مجموعة خبراء في قطاع التكنولوجيا الزراعية كيفية استعداد البلدان للتكيف وتبني التقنيات الجديدة لتأمين الغذاء لسكان العالم في المستقبل.

في إطار تركيز الإمارات العربية المتحدة على قضية الأمن الغذائي، أطلقت الدولة الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 في عام 2018، بهدف ضمان توفير طعام آمن ومغذي وكافٍ على مدار العام في جميع أنحاء العالم. تم تنظيم المنتدى من قبل السفارة الإيطالية في الإمارات ضمن سلسلة مبادرة «Innov Italy UAE»، وانضم إلى سعادة نيكولا لينر، سفير دولة إيطاليا لدى دولة الإمارات مجموعة من المتحدثين والخبراء في هذا المجال، بمن فيهم ممثلّين من القطاع والأوساط الأكاديمية.

تبحث مبادرة «Innov Italy UAE» فرص تعزيز التعاون الثنائي في مجال الابتكار بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة وتعمل بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسة دبي للمستقبل. يعد المنتدى الإلكتروني الذي يحمل عنوان “التكنولوجيا الزراعية: مفتاح أساسي للأمن الغذائي”، المنتدى الأخير في سلسلة من ستة منتديات تم عقدها خلال الأشهر الثلاثة الماضية لمناقشة مجموعة من موضوعات الابتكار المهمة والتي تراوحت مواضيعها من المدن الذكية إلى سبل تطوير لقاح عالمي وفعال لفيروس كورونا. وكان محور تركيز منتدى يوم أمس ضمن إطار عودة انطلاق الدورة الخامسة لتظاهرة “أسبوع المطبخ الإيطالي في العالم”.

وخلال كلمته الافتتاحية، صرّح سعادة نيكولا لينر، سفير دولة إيطاليا لدى دولة الإمارات: “يركز هذا المنتدى على الابتكار الذي تشهده هذه الصناعة، وكيفية مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي في العالم والتعامل معها في فترة ما بعد الوباء. يجب أن يكون هناك تحالف بين القطاعين الخاص والعام لمعرفة التأثير الحقيقي لجائحة فيروس كورونا على أنظمة الغذاء وكيفية المضي قدماً على الصعيد العالمي. بالتوجه إلى معرض دبي إكسبو 2020، سيكون محور تركيزنا ا في الجناح الإيطالي على إنتاج إيطاليا للغذاء، وكيفية ربط التكنولوجيا مع تصنيع الأغذية، والغذاء المستدام في إيطالي.”

صرّحت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي في الإمارات العربية المتحدة: “نحن فخورون جداً في دولة الإمارات العربية المتحدة لوجود قادة كفوئين لديهم البصيرة الكافية في التخطيط لبناء أنظمة غذائية أكثر مرونة. في الوقت الراهن، يتم استيراد 90 في المائة من الأطعمة المستهلكة في دولة الإمارات، وهدفنا هو خفض هذه النسبة. كما أننا نثني على نجاح استراتيجيتنا الصارمة التي ضمنت أرفف السوبر ماركت ممتلئة أثناء فترة الإغلاق العام، مما يدل على قوة شراكاتنا الدولية وشبكتنا اللوجستية المرنة. الآن حان الوقت للتفكير وإعادة ترتيب الأولويات؛ ونريد أن ندفع الإمارات العربية المتحدة إلى طليعة صناعة التكنولوجيا الزراعية. لقد أظهر الوباء أن وجود استراتيجية عالمية متعددة الأوجه أمر مطلوب، وأن دولة الإمارات على استعداد لمشاركة معرفتها كاملة للتغلب على تحديات المستقبل.”

وتعليقاً على البحث المكثّف الذي تم إجراؤه في إيطاليا، قال ستيفانو فاكاري، المدير العام للمجلس الإيطالي للبحوث الزراعية وتحليل الاقتصاد الزراعي (CREA): “نحن ندير 12 مركز بحثي في جميع أنحاء إيطاليا، وتعد الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والهواء والماء والتربة فيما يتعلق بالأمن الغذائي في صميم بحوثنا. نحن نعمل منذ أكثر من 80 عام ولدينا أهم مجموعة بنك نباتي لزيت الزيتون والحبوب في العالم. لقد بدأت بعض البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إنتاج أجبان الموزاريلا ونأمل أن تدعم أبحاثنا تطورات مماثلة.”

أضافت البروفيسورة ليليانا ستويانوفسكا، أستاذة في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات العربية المتحدة: “في عام 2016، بلغت نسبة السمنة لدى البالغين في الإمارات 30٪ مقارنة بـ 22٪ في عام 2007. وفي أقل من 10 سنوات، زادت نسبة السمنة لدى البالغين هنا بنحو 10٪ وهذا يتطلّب إلى التغيير السريع. نحن نعمل على تعزيز الصحة الغذائية وحمايتها وتحسينها في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال برامج التعليم والبحث والتوعية عالية الجودة في مجال التغذية البشرية. كما نعمل على مشاريع مبتكرة مثل البحوث في بذور التمر وقد أظهرت تحاليلنا بالفعل مركبات يمكننا استغلالها بشكل أكبر للمساعدة في تحسين أنظمتنا الغذائية.”

قال البروفيسور هيكتور هيرنانديز، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة: “تتمثّل إحدى المشاكل التي نواجهها في هذا القطاع في تدريب القوى العاملة، حيث يتعين عليهم خوض عملية أكاديمية طويلة. نحن بحاجة إلى النظر في كيفية ابتكار برنامج شهادة خارج نطاق نظام الشهادات التقليدي نظراً لوجود حاجة كبيرة لتدريب الأشخاص ورفع مستواهم والتقدم على نحو سريع. لقد أظهرت مشاركة البيانات على الصعيد العالمي لتمكين التطوير السريع للقاح فيروس كورونا ما هو ممكن عمله وتنفيذه، ونحن بحاجة إلى تطوير شيء مماثل لدعم صناعة التكنولوجيا الزراعية.”

أضافت كلوديا زواني، قسم الاستدامة والتكنولوجيا الحيوية والصناعة الزراعية في الوكالة الوطنية الإيطالية للتكنولوجيات الجديدة والطاقة والتنمية الاقتصادية المستدامة (ENEA) قائلة: “نحن نعمل على تعزيز ثقة المستهلك في السلسلة الغذائية. نقوم بإجراء بحث وتطوير مكثف، للعمل على تطبيق تقنيتنا على منتجي الأغذية لتحويلهم إلى مكونات جديدة. وفي إطار الاقتصاد الدائري، يمكن استخدام هذه المكونات الجديدة لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية الجودة ومنتجات عضوية وأصلية”.

وصرّح أنطونيو لوجريكو، مدير معهد علوم إنتاج الغذاء في المجلس الوطني الإيطالي للبحوث (ISPA CNR): “لدينا تسعة معاهد في مناطق مختلفة من إيطاليا ونقوم بدراسة جميع الجوانب المطلوبة. يتم هدر أو فقدان حوالي ثلث الأغذية الصالحة للأكل والمنتجة للاستهلاك البشري على مستوى العالم، أي ما يقارب 1.3 مليار طن سنوياً. ويترتب على نفايات الأطعمة الغذائية التي يتم إنتاجها في نهاية السلسلة (عن طريق التوزيع أو المستهلكين) أثر اقتصادي كبير.”

وأضاف البروفيسور لوكا سيمون كوكولين، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الزراعية في جامعة تورينو و CL.uster A.grifood N.azionale CL.A.N. قائلاً: “تتطلع صناعة الأغذية الزراعية إلى العولمة أكثر فأكثر. لقد أظهر الوباء حقيقة صعوبة مواصلة العمل والعيش في حال لم تكن الشركات منفتحة ومرنة تجاه جميع الظروف والتحديات عالميا. تصدر إيطاليا حالياً 44.6 مليار يورو في قطاع الأغذية والمشروبات، منها 37.8 مليار يورو من تصنيع الأغذية والمشروبات و 6.8 مليار يورو من القطاع الزراعي (2019). تم تأسيس العديد من شركات المواد الغذائية في إيطاليا من قبل مجموعات صغيرة جداً من الأشخاص، لذا يمكنك تصوّر التحديات الاقتصادية التي كانوا بصدد مواجهتها هذا العام.”

وصرّح السيد سليمان النعيمي، الرئيس التنفيذي للقطاع الحكومي في شركة الظاهرة الزراعية: “بصفتنا منظمة شبه حكومية، فإننا نمتلك 500,000 فدان عبر القارات الخمس. إن هدف استراتيجيتنا هو دعم الأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى. نحن نتطلع إلى زيادة تحسين طرق الإنتاج وتطوير نهج إنتاج الأراضي والأغذية والأعلاف. لدينا سلسلة إمدادات وشبكات دولية قوية وجيدة التحكم.”

قال جيان لوكا باغنارا، رئيس الجمعية الإيطالية للأعلاف المجففة (AIFE) مؤكداً على أهمية إعطاء الحيوانات أعلافاً عالية الجودة: “إذا قمت بإطعام غذاء جيد، فستحصل على طعام جيد. نحن بحاجة لتوفير غذاء صحيح وجيد للثروة الحيوانية. يتم تصدير حوالي 50 في المائة من إنتاج AIFE من العلف المجفف. لا يوجد لدينا معدّل وراثي في منتجاتنا، إنه منتج طبيعي عالي الجودة مع تأثير بيئي بمعدل منخفض، مع ضمان التعقيم والتتبع. ونحن بحاجة إلى التفكير في التغذية الدقيقة ضمن هذا القطاع – كما هو الحال مع البشر – توفير الأطعمة السليمة للثروة الحيوانية وفقاً للمتطلبات والاحتياجات الصحية.”

ومن صربيا أضاف إميل مكرزل، مدير العمليات بشركة Elite Agro LLC حيث تمتلك الشركة مساحات كبيرة من الأراضي قائلاً: “نحن ندعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في استراتيجيتها للصناعة الزراعية والغذائية. لدينا واحدة من أكبر مزارع الألبان في الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من 5000 بقرة حلوب ونستخدم أحدث التقنيات إلى جانب الصوبات الزراعية والحقول المفتوحة الكبيرة. نحن نقوم أيضاً بإنتاج أكبر نسبة خضروات في الإمارات العربية المتحدة في الأراضي الزراعية المفتوحة وقد قمنا بالفعل بزراعة 400 هكتار من البطاطس والبطاطا الحلوة والبصل والخس. تعتبر التربة والمياه من الأولويات الرئيسية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة. يعد استخدام المياه المحلاة مكلف، إضافة إلى كون التربة رملية بنسبة 100 في المائة. من هنا نقوم ببحث الحلول الواجبة وأثبتت بحوثنا نجاحاً كبيراً حتى الآن.”

تابع السيد سالفاتور لافالو، رئيس الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مكتب أبوظبي للاستثمار: “شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة بنسبة 9.1 في المائة في نمو إنتاج المحاصيل المحلية سنوياً، وبسبب النمو السكاني المتزايد، تمت ملاحظة زيادة في الطلب على الغذاء بنسبة 80 في المائة على مدى العقد الماضي. إن ما يشدّ اهتمامنا تجاه دولة الإمارات هو كم التطورات الهائلة الذي تقوم هذه الدولة بتحقيقها وما يدفعها للتقدم المتواصل نحو المستقبل. نحن نتطلع إلى تغيير مصادر مواردنا فيما يتعلق بالأغذية المستوردة ورعاية ودعم الاستثمار الزراعي. عندما نتحدث عن الأمن الغذائي، فإننا لا نتحدث فقط عن أبو ظبي، بل نبحث كافة السبل في كيفية إيجاد حلول متكاملة لمناخات مماثلة في أجزاء أخرى من العالم أيضاً.”

وقال البروفيسور ماركو فييري، أستاذ بجامعة فلورنسا و Aitronik srl: “يمكن أن تكون الزراعة الذكية وسيلة ذات قيمة عالية في هذا السياق لتحسين مستوى الإنتاج المستدام. هناك حاجة إلى رفع مستوى الاستدامة وتطبيق استراتيجيات جديدة في تبني أحدث أدوات الابتكار. كما هنالك إمكانات ومساعي كبيرة للعمل على مسارات أكبر في التعاون بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة ضمن هذا القطاع. تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً سريعاً مثيراً للاهتمام وهي حريصة على النظر إلى الحلول المتكاملة واعتمادها.”

وأضاف باولو جليسنتي، المفوض العام للمشاركة الإيطالية في إكسبو 2020 دبي: “ستقوم العديد من الدول المشاركة في معرض دبي إكسبو 2020، بتبنّي وتطبيق مبادرة الابتكار الغذائي الزراعي واعتبارها بمثابة الاستجابة الرئيسية للعالم ما بعد الجائحة. سيكون استخدام الموارد المائية والزراعة عالية التقنية جزءاً من المبادرات المتقدمة التي سيتم عرضها في هذا الحدث. كما سيشير إلى أهمية اعتماد نموذج صحي واحد ومتكامل – الطب الشخصي والزراعة المبتكرة. نحن نؤمن أنه يمكن لإيطاليا والإمارات العربية المتحدة لعب دور قوي في توحيد الجهود مع الجامعات ومراكز البحوث والشركات في معرض دبي إكسبو 2020، في سبيل تعزيز هذه التطورات.”

وفي ختام الجلسة، قالت ماريا إيلينا بروفينزانو، مديرة مزرعة في Elite Agro LLC: “لقد أظهر المتحدثون مدى أهمية التعاون والابتكار في هذه القطاع خاصة في ظل التحديات العالمية والطلب المتزايد على الغذاء والموارد البيئية والأثر الكبير الذي ترتّب جرّاء مكافحة جائحة فيروس كورونا على الوصول إلى الغذاء والموارد. وسلّط الضوء على مدى أهمية ضمان طعام آمن ومغذي وكافً للمستهلكين وأهمية اتباع نهج متكامل.”

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com