حدد الصفحة

قطاع الطيران يحقق أرباحاً قوية بالرغم من ارتفاع التكاليف

قطاع الطيران يحقق أرباحاً قوية بالرغم من ارتفاع التكاليف

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن توقعاته بأن تحقق شركات الطيران لصافي أرباح إجمالي بقيمة 33.8 مليار دولار أمريكي (هامش ربح صافي بمعدل 4.1%) خلال عام 2018.
ويأتي هذا الأداء القوي بالرغم من الزيادة الحاصلة في التكاليف وبخاصة أسعار الوقود وتكاليف اليد العاملة وارتفاع دورة أسعار الفائدة. وتجسد هذه التكاليف المرتفعة العامل الأساسي وراء انخفاض سقف التوقعات عن سابقتها الصادرة خلال ديسمبر 2017، والتي بلغت 38.4 مليار دولار أمريكي.
وخلال عام 2017، سجلت شركات الطيران معدل صافي أرباح قياسي بلغ 38.0 مليار دولار أمريكي، وهو الرقم الذي شكل ارتفاعاً ملحوظاً عن الأرباح المتوقعة سابقاً لذلك العام والتي بلغت 34.5 مليار دولار أمريكي. هذا وتأتي معدلات المقارنة مع عام 2017 متأثرة بشكل كبير بعدد من العوامل المُحاسبية الخاصة، مثل الائتمانات الضريبية لمرة واحدة والتي أسهمت في تعزيز الأرباح خلال عام 2017.
وعلى الرغم من تسجيل الأرباح على المستوى التشغيلي لمعدلات مرتفعة وفقاً للمعايير السابقة، إلا أنها تسجل انخفاضاً بطيئاً منذ عام 2016، وذلك نتيجة الارتفاع المتسارع في التكاليف.
وبهذا الصدد، قال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي لـلاتحاد الدولي للنقل الجوي: “تمكنت التوجهات الربحية القوية من المحافظة على ارتفاعها خلال عام 2018 على الرغم من الزيادة في التكاليف”.
وأضاف: “يتميز القطاع بركائز مالية قوية، مع تحقيقه لفترة مربحة مالياً مستمرة منذ عام 2010 وحتى الوقت الحالي. وفضلاً عن ذلك، سيتجاوز العائد على رأس المال المستثمر تكلفة رأس المال للعام الرابع على التوالي، كما ستنجح شركات الطيران بتحقيق الربح المعتاد بوتيرة طبيعية. وتتيح هذه العوامل جميعها لشركات الطيران تمويل نموها وتوسيع قاعدة التوظيف لديها، فضلاً عن تقوية ميزانياتها وتحقيق المزيد من الأرباح للمستثمرين”.
ومن المتوقع أن يبلغ العائد على رأس المال المستثمر نسبة 8.5% خلال عام 2018، بانخفاض عن نسبة 9% المسجلة في 2017. ويبقى هذا الرقم أعلى من تكلفة رأس المال الوسطية، والتي ارتفعت بدورها لتصل إلى 7.7% مع عائدات سندات أعلى، بالمقارنة مع نسبة 7.1% التي سُجلت عام 2017. وينطوي هذا العامل على أهمية كبيرة لجهة جذب رؤوس الأموال الضخمة اللازمة لتوسيع أسطول وخدمات القطاع.
العوامل الدافعة للتوقعات
التكاليف:
تبدأ عوامل الضغط الناتجة عن التضخم بالظهور خلال هذه الفترة المتأخرة من الدورة الاقتصادية، وهو ما يضع شركات الطيران أمام ضغوطات كبيرة ناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف اليد العاملة بشكل رئيسي.
نتوقع أن تبلغ التكلفة الوسطية السنوية لخام برنت 70 دولار أمريكي للبرميل. وهو ما يجسد ارتفاعاً عن بنسبة +27.5% عن القيمة المسجلة خلال عام 2017 والبالغة 54.9 دولار أمريكي للبرميل، وعن توقعاتنا السابقة التي بلغت 60 دولار أمريكي للبرميل. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار وقود الطائرات بنسبة +25.9% لتصل إلى 84 دولار أمريكي للبرميل. كما ستشكل تكاليف الوقود نسبة 24.2% من إجمالي التكاليف التشغيلية، بارتفاع عن نسبة 21.4% خلال عام 2017.
من المتوقع أن ترتفع تكاليف الوحدات الإجمالية بنسبة 5.2% هذا العام، بزيادة ملحوظة عن نسبة 1.2% المسجلة عام 2017.
الإيرادات:
يحقق مشهد الإيرادات القوي نوعاً من التوازن في مقابل الارتفاع المتسارع في التكاليف، وذلك بالتزامن مع استمرار زيادة الطلب من المسافرين والشاحنين بصورة تتجاوز المعدل الوسطي، والتحول الإيجابي في الأسعار.
من المتوقع أن تزداد الإيرادات الإجمالية لتصل إلى 834 مليار دولار أمريكي، وذلك بارتفاع بنسبة 10.7% عن قيمة 754 مليار دولار أمريكي المسجلة عام 2017.
من المتوقع أن ترتفع إيرادات الوحدات بنسبة 4.2% خلال عام 2018، وهي قيمة منخفضة بالمقارنة مع ارتفاع تكاليف الوحدات البالغ 5.2%، الأمر الذي سيفضي إلى تقليل هوامش الأرباح.
الطلب:
من المتوقع أن تحقق حركة المسافرين نمواً بنسبة 7.0% خلال 2018، وهو رقم يمثل تباطؤاً عن معدل النمو المسجل عام 2017 والبالغ 8.1%، إلا أنه يبقى أعلى من المعدل الوسطي للسنوات الـ20 السابقة عند 5.5%، وذلك للسنة السادسة على التوالي. ويستفيد الطلب من الزخم العائد للنمو الاقتصادي القوي والتحفيز الناتج عن الخدمات المباشرة للمسارات المباشرة بين المدن.
ومن المتوقع أن تزداد السعة بنسبة 6.7% وفق معدل مماثل لنظيره المسجل عام 2017، جنباً إلى جنب مع عامل الحمولة الذي يُتوقع أن يرتفع بنسبة 81.7%، بارتفاع طفيف عن المعدل المسجل عام 2017 والبالغ 81.5%.
من المتوقع زيادة أعداد المسافرين لتصل إلى 4.56 مليار مسافر، وهو ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 6.5% عن الرقم المسجل عام 2017 والبالغ 4.1 مليار مسافر. كما نتوقع نمو عائدات المسافرين بنسبة 3.2% عام 2018، وذلك بعد انخفاضها بنسبة 0.8% خلال العام المنصرم.
كما سجل عام 2018 تعزيزاً في العائدات للمرة الأولى منذ 2011، الأمر الذي أتى مدفوعاً بالارتفاع المسجل في تكاليف الوحدات بنسبة 5.2%.
استفاد الطلب على حركة الشحن من التسارع غير المتوقع في نمو الاقتصاد العالمي خلال العام المنصرم. ومع توجهها الكبير نحو الاستفادة من هذا النمو، اعتمدت الشركات على النقل الجوي لسد النقص في المخزون، وهو ما أسفر عن نمو كبير في حركة الشحن خلال عام 2017.
التدفق النقدي:
توقع انضمام 1,900 طائرة إلى عمليات شركات الطيران عام 2018 – بالمقارنة 1,722 طائرة عام 2017، فإنه من المتوقع حصول زيادة في النفقات الرأسمالية.
ومع الأخذ بعين الاعتبار انخفاض العائدات النقدية الناتجة عن العمليات بسبب ارتفاع التكاليف وزيادة الإنفاق الرأسمالي، نتوقع انخفاض التدفق النقدي إلى حوالي 4 مليار دولار أمريكي.
عوامل الخطورة:
يمكن لحالة عدم اليقين التي تخيم على توجهات مستقبل الشؤون الدولية أن تجسد عوامل خطورة على مستقبل القطاع، والتي تشمل تنامي القوى السياسية ذات التوجهات الحمائية، فضلاً عن حالة عدم اليقين الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وحالة عدم الوضوح بشأن آثار قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب النقاشات التجارية الحالية والصراعات الجيوسياسية المستمرة.
وبهذا الإطار، قال السيد دو جونياك: “يعمل قطاع الطيران على نشر الازدهار وإثراء الحياة الإنسانية. وتسهم هذه الحقيقة في إيصال رسالة غاية في الأهمية، مفادها بأن العالم سيصبح مكاناً أفضل عند فتح الحدود للناس والتجارة على حد سواء. وقد أسهم عملنا الجاد في القطاع في وضع الطيران كأحد العوامل الحافزة للوصول إلى نموذج عولمة أكثر شمولية”.
موجز توقعات المناطق العالمية:
تشير التوقعات إلى تحقيق شركات الطيران في أمريكا الشمالية لأرباح صافية بقيمة 15.0 مليار دولار أمريكي، بانخفاض عن قيمة 18.4 مليار دولار أمريكي المسجلة عام 2017، وهو ما يشكل نسبة 44% من إجمالي الأرباح العالمية، وينخفض عن القيمة القياسية البالغة 60% من إجمالي الأرباح العالمية عام 2015.
ومن المتوقع أن يبلغ الربح الوسطي عن كل مسافر 15.67 دولار أمريكي. وتستمر المنطقة بتحقيق أعلى نسب لهوامش الأرباح والعائد على رأس المال وكميات الأرباح بالدولار الأمريكي. وبالرغم من ذلك، تشهد الأرباح تناقصاً تدريجياً نتيجة ارتفاع التكاليف عن مستوياتها القياسية المسجلة عام 2015.
تتجه شركات الطيران الأوروبية بخطىً بطيئة لتضاهي أداء نظيراتها في أمريكا الشمالية، وقد نجحت بعضها حالياً في الوصول لهذا الهدف. وتشير التوقعات إلى تحقيق شركات الطيران الأوروبية لثاني أعلى معدل أرباح صافية بعد الضرائب بقيمة 8.6 مليار دولار أمريكي خلال عام 2018، وذلك بزيادة عن قيمة 8.1% المسجلة عام 2017، فضلاً عن ثاني أعلى معدل ربح وسطي عن كل مسافر عند 7.58 دولار أمريكي (بزيادة عن 7.53 دولار أمريكي عام 2017).
تعيش شركات الطيران في الشرق الأوسط حالة من الانتعاش، إلا أنها تبقى أقل وضوحاً من نظيرتها في أمريكا اللاتينية. ويسهم الارتفاع في أسعار النفط في دعم الإيرادات واقتصادات الدول المعتمدة على النفط في المنطقة، فضلاً عن تحسن العلاقات السياسية وتلك المتعلقة بالسفر الجوي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن شركات الطيران في منطقة الخليج العربي تعاني من حالة كبح في نموها. ومن المتوقع أن يرتفع صافي الأرباح ليبلغ 1.3 مليار دولار أمريكي عام 2018، بزيادة عن 1.0 مليار دولار أمريكي عام 2017، فضلاً عن زيادة الربح الوسطي عن كل مسافر ليصل إلى 5.89 دولار أمريكي، بالمقارنة مع 4.81 دولار أمريكي عن كل مسافر عام 2017.
تستمر شركات الطيران الأفريقية بانتعاشها البطيء من المعدل القياسي المنخفض في الأداء التشغيلي المسجل عام 2014 (خسائر بقيمة 900 مليون دولار أمريكي)، مع استمرار الخسائر عند مستوى 100 مليون دولار أمريكي. وبقي هذا الأمر ثابتاً من عام 2017 حين تم تقليل الخسائر بفضل النمو الكبير في حركة السفر – وبخاصة حركة الشحن إلى آسيا – بنسبة تفوق عوامل الحمولة ذات السعة المرتفعة والعائدة للمستويات المنخفضة السابقة. هذا وتحسنت الخسارة الصافية عن كل مسافر لتبلغ 1.55 دولار أمريكي، بالمقارنة مع 1.66 دولار أمريكي عام 2017
طلب المسافرين لكل منطقة:الطلب: السعة عامل الحمولة الخاص بالمسافرين
2017 2018 2017 2018 2017 2018
أمريكا الشمالية 3.9% 4.0% 3.8% 4.4% 83.6% 83.2%
أوروبا 9.1% 7.0% 6.7% 7.3% 83.9% 83.7%
آسيا والمحيط الهادئ 10.9% 9.5% 9.1% 8.8% 81.0% 81.5%
أمريكا اللاتينية 7.4% 6.5% 5.5% 6.0% 81.8% 82.2%
الشرق الأوسط 6.8% 5.9% 6.7% 4.0% 75.1% 76.5%
إفريقيا 7.0% 4.5% 3.5% 4.3% 83.6% 83.2%
وتشمل أهم المؤشرات على قوة مستويات الاتصال العالمية كلاً مما يلي:
من المتوقع أن يبلغ السعر الوسطي لتذاكر الذهاب والإياب 380 دولار أمريكي خلال عام 2018 (قبل الضرائب والرسوم الإضافية ووفق سعر الدولار خلال 2018)، والذي يشكل انخفاضاً بنسبة 59% عن معدلات العام 1998 بعد التعديل بسبب التضخم.
يُتوقع أن تبلغ رسوم الشحن الجوي هذا العام 1.80 دولار أمريكي لكل كيلوجرام (وفق سعر الدولار خلال 2018)، الأمر الذي يشكل انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 63% عن معدلات عام 1998.
من المتوقع أن ينمو عدد المسارات المخدمة بالرحلات الجوية ليتجاوز 85 ألف مسار خلال عام 2018، بارتفاع عن الرقم المسجل عام 2014 والبالغ 52 ألف مسار.
سمح الإنفاق العالمي على السياحة لقطاع النقل الجوي أن يتوقع نمواً بنسبة 10.4% خلال عام 2018 ليصل إلى قيمة 794 مليار دولار أمريكي.
تتوقع شركات الطيران انضمام أكثر من 1,900 طائرة لعملياتها في عام 2018، والتي ستحل معظمها محل الطائرات القديمة وذات الكفاءة المنخفضة في استهلاك الوقود، الأمر الذي سيسهم في توسيع الأسطول التجاري العالمي بنسبة 4.2% ليصل إلى 29,600 طائرة.
للاطلاع على تقرير الأداء الاقتصادي لقطاع الطيران

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com