حدد الصفحة

طاقة المناطق: سلاحنا في مواجهة تحديات تخزين الطاقة في المستقبل

طاقة المناطق: سلاحنا في مواجهة تحديات تخزين الطاقة في المستقبل

سوف تلعب طاقة المناطق دوراً محورياً متزايداً عندما يتعلق الأمر بتخزين الطاقة والحفاظ عليها في المستقبل، بهذه الكلمات توجه السيد جورج برباري، الرئيس التنفيذي لشركة ’دي سي برو للهندسة‘ التي تتخذ من دبي مقراً لها، للوفود الحاضرة في المؤتمر الإقليمي للجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء (ASHRAE) الذي عقد مؤخراً في مدينة شرم الشيخ المصرية. وانعقد المؤتمر تحت رعاية السيد شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، وحضره السيد محمد شاكر وزير الكهرباء المصري إلى جانب عدد من أبرز أعضاء الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء وممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNEP)، إلى جانب أبرز اللاعبين في مجال الهندسة والطاقة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وفي كلمته الرئيسية التي ألقاها أمام المؤتمر وحملت عنوان ’طاقة المناطق والتنمية المستدامة‘، قال السيد برباري لوفد الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء، والتي تضم أكثر من 55 ألف عضو حول العالم، أنه مع اقتراب مصادر الطاقة المتجددة من أن تصبح مصدر الطاقة الأساسي في العقود المقبلة يتمثل أكبر التحديات التي تواجه القطاع بمسألة تخزين الطاقة.
وقال السيد برباري: “ندرك جميعاً أن الطاقة المتجددة في طريقها لتصبح المصدر الرئيسي للطاقة. ولكن بسبب الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصدر للطاقة، ستكون مسألة تخزين الطاقة بمثابة التحدي الأكبر الذي يواجهنا جميعاً”.
وأضاف السيد برباري: “إذا ما سمحنا باستخدام الطاقة الكهربائية المتجددة المخزنة في مجال التدفئة وتبريد المباني الذي يشكل 60% من إجمالي طاقة المباني، فإن الآثار المترتبة على خطوة كهذه ستكون مكلفةً وغير فعالة وتتطلب استبدال الأنظمة كل بضع سنوات. كما أن هناك كلفةً مترتبةً على توزيعها للمستخدمين النهائيين عبر شبكة الكهرباء، والتي ستحتاج لعمليات تطوير وترقية في كثير من الحالات”.
ومع ذلك، أشار برباري إلى أن هذا التحدي يقدم طيفاً واسعاً من الفرص لقطاع طاقة المناطق باعتبار أنه يوفر أفضل تكنولوجيا لتخزين الطاقة ودمج مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة مع مستوعبات التخزين الحراري المتراصفة للمياه الباردة أو الساخنة التي تعتمد تقنيات طاقة المناطق والتوليد الثلاثي للطاقة، موفرةً قيمةً أفضل مقابل المال ومستوىً أعلى للكفاءة التشغيلية وعمراً أطول من محطات الطاقة ومنشآت التخزين التقليدية. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر التوليد الثلاثي للطاقة أسرع استجابة لاستقرار الشبكة وتقلب الإنتاج والاستهلاك، حيث يمكن للمولد أن يبدأ العمل في غضون أقل من 30 ثانية قياساً ببضعة أيام لمحطات الطاقة النووية أو الفحم النظيفة وساعتين لمحطات توليد الطاقة الكهربائية الحرارية المشتركة.
وتشهد مستويات الاهتمام بتبريد المناطق ارتفاعاً ملحوظاً في آسيا والشرق الأوسط، ولاسيما في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي شهدت تنامياً كبيراً لاستخدامها منذ تسعينيات القرن الماضي. ويضطلع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدور نشط في الترويج لطاقة المناطق في المدن من خلال المنشورات والدراسات التمويلية وفرص الاقتراض حول العالم.
وتتوقع دول المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً أن تتضاعف قدرات التبريد الإجمالية بحلول عام 2030 مع توقعات بأن تشمل غالبية هذه الزيادة قطاع تبريد المناطق. ويشير هذا الأمر إلى زيادة في الطلب على التبريد من 5 ملايين طن حالياً إلى 20 مليون طن بحلول عام 2030. ومن بين الأمثلة على زيادة الطلب، تبرز منطقة القاهرة الجديدة المخطط لتنفيذها والتي ستتطلب حوالي 1 مليون طن من طاقة التبريد في العقد المقبل.
وقال السيد برباري، وهو مؤلف كتاب ’ميزانية الطاقة‘ الذي يضع خطةً للاستدامة والمساءلة حول استهلاك الطاقة في البلدات والمدن الكبرى، أنه من المهم للغاية أن يتم تثقيف مسؤولي المدن والبلديات وسكان كل مدينة وبلدة وقرية في مجال الطاقة من خلال التوعية.
وأضاف السيد برباري الذي يعتبر رائداً في مجال الاستدامة أن الاستثمار في طاقة المناطق لا يقل أهمية بالنسبة للمدن والبلدات عن الاستثمار في البنية التحتية كأنظمة النقل العام، وذلك لأن هذا الأمر يعزز الاستدامة ويقلص عدد وحدات تكييف الهواء الصناعية والمضخات الحرارية ووحدات التسخين.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com