حدد الصفحة

“جامعة حمدان بن محمد الذكية” تبحث دور الإمارات في إنجاح “الحزام والطريق” خلال الطاولة المستديرة الأولى للصيرفة والتمويل الإسلامي في هونج كونج

“جامعة حمدان بن محمد الذكية” تبحث دور الإمارات في إنجاح “الحزام والطريق” خلال الطاولة المستديرة الأولى للصيرفة والتمويل الإسلامي في هونج كونج

في خطوة داعمة لتعزيز العلاقات الإماراتية – الصينية في التمويل الإسلامي، انضمت “جامعة حمدان بن محمد الذكية” إلى الطاولة المستديرة التي استضافتها القنصلية الإماراتية في هونج كونج مؤخراً لمناقشة آفاق نمو الصيرفة والتمويل الإسلامي وبحث الدور المحوري لدولة الإمارات في إنجاح مبادرة “الحزام والطريق” التي تستهدف أكثر من 60 بلداً تجارياً واقتصادياً. وحظي الاجتماع، الذي أقيم بالتعاون مع “غرفة التجارة العامة الصينية”، باهتمام لافت كونه الأول الذي تستضيفه هونج كونج حول الصيرفة والتمويل الإسلامي، تماشياً مع الجهود المشتركة بين الإمارات والصين للتعاون في توظيف الفرص الواعدة ضمن الاقتصاد الإسلامي في ضوء المبادرة الصينية الطموحة لربط أسواق آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتوجيهها في خدمة أهداف التنمية المستدامة.
وشكل الاجتماع، الذي من المقرر أن يقام سنوياً، منصة مثالية للمؤسسات الفكرية والبحثية والاستثمارية الصينية لبحث سبل توظيف الأفكار الإبداعية والاستراتيجيات المبتكرة وتوجيه القرارات الدولية ذات الصلة بالاستثمار والتمويل بالشكل الأمثل في خدمة أهداف مبادرة “حزام واحد.. طريق واحد”، بمشاركة نخبة المتحدثين الرئيسيين، وعلى رأسهم سعادة نبيلة الشامسي، القنصل العام دولة الإمارات في هونغ كونغ؛ والدكتور منصور العور، رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية”. وانطلقت أعمال الاجتماع بكلمة ترحيبية للدكتور جوناثان كُون شام تْشوي، رئيس “غرفة التجارة العامة الصينية في هونج كونج”، الذي يعتبر من الشخصيات المؤثرة في تشكيل الاقتصاد الصيني عبر تبني أحدث الاتجاهات الإيجابية وعلى رأسها الصيرفة الإسلامية؛ تلتها مداخلة من سعيد مبارك خرباش، مدير الاستراتيجية والتخطيط في “مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي”، قدّم خلالها لمحة شاملة حول استراتيجية تطوير الاقتصاد الإسلامي وأهداف “مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي” لدعم صناعة الحلال وتأثير التمويل الإسلامي على القطاعات المختلفة. وسلط البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية” للشؤون الأكاديمية، الضوء على إمكانات التمويل الإسلامي وقدرته على خلق تأثير مستدام كونه دعامة أساسية لإنجاح مبادرة “حزام واحد ، طريق واحد” مع التركيز على أهمية التعليم في تحقيق الأهداف الطموحة.
وتمحورت مشاركة “جامعة حمدان بن محمد الذكية” حول تسليط الضوء على الاتجاهات الجديدة أمام الشركات الصينية بالتزامن مع تحوّل دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، وبروزها كأكبر سوق للصكوك الإسلامية في العالم، فضلاً عن التعريف بالفرص المتاحة لدخول غمار المنافسة ضمن منظومة الاقتصاد الإسلامي من بوابة دبي، التي تسير بخطى ثابتة على درب الريادة لتصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، مدعومةً بموقعها الاستراتيجي كصلة وصل بين الشرق والغرب وبيئتها الاﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ المتينة وبنيتها التشريعية والقانونية الملائمة. وبالمقابل، اطلع المشاركون على دور دبي في دعم “الحزام والطريق”، باعتبارها بوابة رئيسة للوصول إلى مصادر السيولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مدعومةً ببنية تحتية متطورة لقطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي لا سيّما مع وجود “ناسداك دبي”، في الوقت الذي تتصدر فيه الإمارة قائمة سوق إصدارات الصكوك عالمياً مع استحواذها على نحو 90% من إصدارات الصكوك المدرجة في العالم في العام الماضي، متفوقة بذلك على لندن وماليزيا وإيرلندا ولوكسمبورغ.”
وأعربت سعادة نبيلة الشامسي عن سعادتها باستضافة القنصلية الإماراتية للاجتماع الأول من نوعه للتمويل الإسلامي في هونج كونج بالتعاون مع “غرفة التجارة العامة الصينية”، في خطوة متقدّمة على درب تعزيز العلاقات الإماراتية – الصينية المتينة، لا سيّما على صعيد إنجاح مبادرة “الحزام والطريق” التي تحظى بدعم وتأييد دولة الإمارات إيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وصولاً إلى مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً واستدامة. وأضافت سعادتها: “تبرز دولة الإمارات اليوم كمركز تجاري ومالي واستثماري رائد عل الخارطة العالمية وبوابة مباشرة إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، في الوقت الذي تسير فيه دبي بخطى ثابتة لتصبح عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي. وبالمقابل، تعتبر هونج كونج الشريك الأمثل للإمارات للتعاون في مجال التمويل الإسلامي الذي يعتبر أحد الأركان الأساسية لاقتصاديات الشرق الأوسط وأحد المجالات الحيوية في أوروبا والشرق الأقصى، سيّما وأنها اتخذت خطوات هامة نحو إدماج التمويل الإسلامي في النظام النقدي، وتحديث القوانين والتشريعات الداعمة لإصدار الصكوك والتي تمثل بمجملها دعائم لإنجاح مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
واختتمت سعادتها: “تكمن أهمية الحدث في كونه الأول الذي تشارك في استضافتة كلا من القنصلية الإماراتية و”غرفة التجارة العامة الصينية” لتعزيز التفاهم حول التمويل الإسلامي بين هونغ كونغ ورواد الأعمال الصينيين. ونتطلع قدماً إلى فتح آفاق جديدة للتعاون، مع التركيز على تعزيز الإمكانات الحقيقية للتمويل الإسلامي وتحديد المجالات الداعمة لتفعيل مساهمة الدولة في تحقيق أهداف “حزام واحد .. طريق واحد”، مع توطيد الروابط التاريخية بين الإمارات وهونغ كونغ.”
وألقى الدكتور منصور العور كلمة افتتاحية شدّد فيها على أهمية تمتين جسور التعاون الصيني- الإماراتي في مجال الاقتصاد الإسلامي، الذي يواصل ترسيخ حضوره كقوة محركة للنمو الاقتصادي العالمي في ظل التوقعات بأن يحقق نمو سنوي بمعدل 8% ليصل إلى 3 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2023، مؤكداً ضرورة تعزيز الحوار البنّاء لبحث التحديات الناشئة والفرص المتاحة أمام الصين والإمارات، اللتين وضعتا نموذجاً اقتصادياً متفرداً يُحتذى به عالمياً، لتعزيز دور التمويل الإسلامي في ترجمة أهداف “الحزام والطريق”، التي تصب في خدمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وتدفع عجلة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين. وأوضح العور أهمية التعليم العالي في دعم المبادرة الصينية الطموحة، مسلطاً الضوء على دور “جامعة حمدان بن محمد الذكية” باعتبارها مقدم للمعرفة ومساهم رئيس في التعاون الشامل بين الصين والإمارات على مستوى البحث والتطوير والتدريب والتعليم الذكي.
وأضاف العور: “شكلت الطاولة المستديرة منبراً مثالياً لتعريف مجتمع الأعمال الصيني على الخصوصية الثقافية والاقتصادية لأسواق الإمارات والشرق الأوسط وأبرز الملامح المميزة لمنظومة الاقتصاد الإسلامي، مع استعراض التجربة الريادية التي تقودها إمارة دبي ودولة الإمارات على خارطة التمويل الإسلامي، تماشياً مع التوجيهات السديدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في تعزيز الاقتصاد الإسلامي باعتباره منظومة متكاملة تشمل جميع جوانب الحياة. وجاءت مشاركتنا في المناقشات تماشياً مع التزامنا في “جامعة حمدان بن محمد الذكية” بألاّ ندخر جهداً في المساهمة بتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ذات الصلة بأعمالنا الأساسية، لا سيّما تطوير منتجات وخدمات التمويل الإسلامي، وذلك من موقعنا كمؤسسة أكاديمية ذات ثروة لا مثيل لها من المعرفة والخبرة في الاقتصاد الإسلامي، ولاعب رئيس في إنجاح مبادرة تحويل دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي التي تتداخل أهدافها الطموحة بشكل جوهري مع رؤيتنا ورسالتنا.”
واختتم العور: “أثمر الاجتماع عن نتائج هامة، أبرزها توجيه القرارات الاستثمارية نحو التمويل الإسلامي فضلاً عن تعزيز التعاون التاريخي بين الصين والإمارات في توثيق الروابط بين الأسواق الأوروبية والآسيوية في إطار “حزام واحد .. طريق واحد”. ونحن ، في “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، لا ندخر جهداً في المساهمة في تقوية العلاقات الثنائية في المجالات ذات الصلة بالتمويل والصيرفة الإسلامية، من موقعنا كنواة أكاديمية للتعليم الذكي مدعومة بمخزون غني من المعرفة والخبرة في الاقتصاد الإسلامي، سيّما برامجنا الأكاديمية الداعمة لمسيرة الاستثمار في إعداد كفاءات قيادية لتوجيه دفة نمو التمويل الإسلامي ليكون قوة مؤثرة ضمن المشهد الاقتصادي في العالم. ونضع على عاتقنا مسؤولية الإسهام في تعزيز التعاون الصيني والإماراتي في مجال التمويل الإسلامي، من خلال مبادراتنا النوعية مثل “المؤتمر الصيني الإماراتي حول المصرفية والتمويل الإسلامي” الذي يتمحور حول تعزيز إمكانات الاقتصاد التشاركي والنظام المالي لدعم مبادرة “حزام واحد .. طريق واحد”.”
ومن جهته، قال سعيد مبارك خرباش: “ليس مستغرباً نجاح اجتماع الطاولة المستديرة في تعزيز التقارب الإماراتي – الصيني، لا سيّما على صعيد التمويل الإسلامي الذي يعتبر أحد المجالات الحيوية الدافعة للعلاقات التاريخية بين الإمارات والصين. وشكل الاجتماع منصة استراتيجية لتسليط الضوء على الخطوات السبّاقة التي تقودها إمارة دبي ودولة الإمارات على صعيد تطوير منظومة الاقتصاد الإسلامي لتكون نموذجاً ملهماً للأجيال القادمة التي ترغب في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة، وفق توجيهات القيادة الحكيمة، فضلاً عن استعراض الملامح المميزة لـ “استراتيجية دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي” الرامية إلى تطوير النظام الاقتصادي الإسلامي وتعزيز قطاعاته بالمعرفة والتكنولوجيا والطاقات الشابة. وكلنا ثقة بما يحمله المستقبل من آفاق واعدة لتعزيز أطر التعاون مع الرواد في هونج كونج، ما يدفعنا في “مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي” إلى السير قدماً على درب إرساء دعائم متينة لنمو الاقتصاد الإسلامي، من خلال إثراء المعرفة والامتثال لأعلى المعايير الإسلامية ودفع عجلة التحول الرقمي.”
وصرّح البروفيسور نبيل بيضون بالقول: “يحمل التمويل الإسلامي إمكانات واعدة للغاية تجعله مساهماً بارزاً في ترجمة أهداف مبادرة “حزام واحد ، طريق واحد”، والتي تمهد الطريق أمام تعزيز الترابط بين أبرز المراكز الإقليمية والعالمية الرائدة على الخارطة الاقتصادية العالمية، بما فيها دولة الإمارات التي تبرز اليوم كقوة مؤثرة في إنجاح خطط إعادة إحياء طريق الحرير الممتد بين أفريقيا وأوروبا مروراً بآسيا، وذلك بما تتمتع به من مقومات تنافسية لا سيّما موقعها الاستراتيجي الذي يجعل منها منفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي يتنامى فيه حجم التمويل الإسلامي، الذي وصل إلى نحو 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2017، وسط توقعات بأن يصل إلى 3.8 تريليون دولار بحلول عام 2023. ويحمل المستقبل فرصاً هائلة وبالأخص فيما يتعلق بالأصول المصرفية الإسلامية التي تمثل 75% من الأصول المالية الإسلامية العالمية، مع وجود أكثر من 1000 مؤسسة في 75 دولة لتقديم خدمات التمويل الإسلامي. ومما لا شك فيه بأنّ الطاولة المستديرة، وغيرها من المبادرات النوعية المماثلة، تمثل خطوة متقدمة على درب توحيد وتوجيه الجهود المشتركة بين الإمارات والصين للاستثمار في الفرص المتاحة لتعزيز التأثير القوي والمستدام لقطاع التمويل الإسلامي على مبادرة “الحزام والطريق” التي تعزز تدفق التجارة ورأس المال والخدمات بين الصين وأكثر من 65 دولة أخرى على طول الطرق البرية والبحرية، لتغطي 63% من سكان العالم و 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ونلتزم من جانبنا بنشر المعرفة الحديثة ونقل أنجح التجارب وأفضل الممارسات الداعمة لرسم مستقبل المنظومة الاقتصادية الإسلامية عالمياً.”

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com