حدد الصفحة

التجارة الإقليمية البينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع دول أفريقيا جنوب الصحراء تصل إلى أعلى مستوياتها خلال السنوات العشر الماضية

التجارة الإقليمية البينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع دول أفريقيا جنوب الصحراء تصل إلى أعلى مستوياتها خلال السنوات العشر الماضية

وصل إجمالي حجم تجارة السلع بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة المذكورة. ووفقاً لتقرير صادر عن “تومسون رويترز” فإن هذا الاتجاه يرسخ أوجه التكامل بين النظم الإيكولوجية للإنتاج والتجارة في كل من المنطقتين ويضع أرضية لتثبيت القدرات في المستقبل.
خلال السنوات العشر الماضية، مثلت بعض البلدان المنتقاة الدوافع الرئيسية وراء تطوير التجارة بين منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط. بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا وإثيوبيا استحوذت على حصة الأسد من حركة تدفق السلع بين كلا الجانبين.
وبحسب بيانات تم جمعها من “تومسون رويترز أيكون”، فإن عدداً قليلاً من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شكلت دوافع رئيسية وراء النشاط المتزايد لصفقات الاستحواذ في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وخلال الفترة الممتدة من بداية عام 2005 وحتى نهاية الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، شكلت جنوب أفريقيا الوجهة الرئيسية المستهدفة للاستحواذات من قبل شركات الشرق الأوسط، مسجلة 21 صفقة، أي بحصة قدرها 18% من إجمالي الصفقات، تلتها السودان بـ 19 صفقة، وساحل العاج بـ 11 صفقة ونيجيريا بـ 7 صفقات. وفيما يتعلق بالدول الأكثر تنفيذاً لصفقات الاستحواذ، فقد تصدرتها الإمارات العربية المتحدة بحصة بلغت 33% من إجمالي صفقات شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تليها المغرب بحصة 24%، ثم مصر بحصة 12%.

وقال نديم نجار مدير عام “تومسون رويترز” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “شهدت منطقتا أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوراَ ملحوظاً خلال العقد الماضي، مدفوعاً بالتنمية الاقتصادية المتينة، والتركيبة السكانية المتزايدة والاتفاقات الثنائية التي وضعت الأسس لتعزيز القدرات في المستقبل. وهذا الاتجاه الحالي يدعم، على المدى الطويل، العلاقات الاقتصادية بين الأقاليم حيث تخدم حركة البضائع ورؤوس الأموال المتبادلة المصالح الاستراتيجية لكلا المنطقتين. وفي هذا السياق، تضافر الأعمال يتجسد بتوسع الشركات عبر الحدود من خلال ترويج منتجاتها على الرغم من استراتيجيات الاندماج والاستحواذ”.
وأضاف نجار: “في الوقت الذي تعزز فيه منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التنمية الاقتصادية المستدامة على المدى الطويل، فإن الشركات في كلا المنطقتين تقتنص الفرص الاستثمارية الضخمة في عدد كبير من الدول والقطاعات المتخصصة. إضافة إلى ذلك، تقوم الحكومات بعمليات إصلاح واسعة من أجل تعزيز البيئات الملائمة لقطاع الأعمال وجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية”.
وسجل نشاط الصفقات بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة، وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء من جهة أخرى، ارتفاعاً خلال السنوات الأخيرة، ما يدل على زيادة التعاون التجاري بين الشركات العاملة. واستناداً إلى البيانات التي تم جمعها من قبل “تومسون رويترز إيكون” فإن إجمالي صفقات الاستحواذ والاندماج العابرة للحدود بين منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خلال العقد الماضي (من بداية 2005 إلى نهاية سبتمبر 2016)، بلغ نحو 149 صفقة تقدر قيمتها بأكثر من 24 مليار دولار. ومقارنة مع جميع الصفقات من قبل الشركات الأجنبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء، تمثل هذه الأرقام على حصة ثابتة تبلغ نحو 5 في المئة.

وتعتبر شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر نشاطاً نسبياً من حيث الاستثمار في أفريقيا. وحافظ عدد صفقات الاندماج والاستحواذ المنفذة من قبل شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على ارتفاعه المستمر، حيث بلغ مجموعها 119 صفقة خلال الفترة الممتدة منذ بداية 2005 وحتى نهاية سبتمبر من العام الجاري، مقابل 30 صفقة فقط نفذتها شركات من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذا يظهر بدقة مدى جاذبية الفرص الاستثمارية التي وجدتها الشركات التي تتخذ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقراً لها، في البلدان الأفريقية.
وبالإضافة إلى ذلك، خصصت شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نحو متزايد حصة من رؤوس أموالها للاستثمار في أفريقيا مقارنة مع مناطق أخرى من العالم. وخلال السنوات الخمس الماضية، ارتفعت حصة دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الصفقات العالمية لهذه الشركات من 8% في عام 2010 إلى 11% في عام 2015، أما شركات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فرصدت أقل من 8% من صفقاتها العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com