حدد الصفحة

الاتحاد الدولي للنقل الجوي يدعو الحكومات للاستفادة من الدروس المُستقاة من جائحة كوفيد-19 لاستعادة ثقة الجمهور بقطاع النقل الجوي

الاتحاد الدولي للنقل الجوي يدعو الحكومات للاستفادة من الدروس المُستقاة من جائحة كوفيد-19 لاستعادة ثقة الجمهور بقطاع النقل الجوي

20 يونيو 2022 (الدوحة) – دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) حكومات العالم لتطبيق الدروس المُستفادة من التفكك الذي طرأ على الترابط العالمي بسبب التدابير المتبعة في إطار الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وذلك لضمان إمكانية التعامل مع التهديدات الصحية المستقبلية بشكل أكثر فاعلية دون الحاجة لإغلاق الحدود.

وفي هذا الصدد، لطالما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ إغلاق الحدود لا يُعدّ وسيلة ناجعة للتعامل مع جائحة تفشي الفيروس على المستوى العالمي. وقد أثبتت الوقائع التي رُصدت خلال الجائحة صحّة هذه النظرية. وقد تجاهلت غالبية الحكومات هذه التوصية، وتصرّفت بمعزل عن بقية القطاع وغيرها من حكومات العالم باعتماد تدابير تحدُّ من القدرة على السفر. وأسفر انهيار الترابط الجوي العالمي الناجم عن هذه التدابير عن كمٍّ هائل من التداعيات الاقتصادية والإنسانية. 

وإلى جانب ذلك، واجهت مساعي استئناف الترابط العالمي قدراً كبيراً من التحديات نتيجة مواصلة الحكومات تفضيل الحلول المحلية على حساب المعايير العالمية. ولم تترك التغييرات المستمرة في السياسات الحكومية للقطاع الوقت الكافي للاستعداد لانتعاش حركة السفر. ومن جانبهم، يرى المسافرون الدوليون المساعي العالمية للتعامل مع جائحة كوفيد-19 غير منطقية وتفتقر إلى التنسيق، لا سيما في ضوء الاختلاف الكبير في السياسات المُعتمدة لمواجهة مشكلة مشتركة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال السيد كونراد كليفورد، نائب المدير العام لإياتا: “بات من المهم للغاية استعادة ثقة الجمهور بطريقة تعامل الحكومات مع الأزمات الصحية والقيود على الحركة عبر الحدود. ويُعزى القدر الأكبر من الضرر إلى القيود المفاجئة وغير المدروسة التي فرضتها الحكومات على الحركة عبر الحدود وليس إلى الخوف الناجم عن انتشار الفيروس. وسيكون فهم الدروس المهمة المستُقاة من الجائحة عاملاً محورياً في كيفية التعامل مع الأزمات الصحية المستقبلية بطريقة تضمن عدم إغلاق الحدود من جديد”. 

ومع بدء انتعاش قطاع النقل الجوي بعد ما يزيد عن عامين من بدء جائحة كوفيد-19، يوجد ثلاثة دورس مستقاة من هذه التجربة والتي يمكن للحكومات الاستفادة منها.

  1. تشير الوقائع إلى أنّ إغلاق الحدود لم يكن فعّالاً كاستراتيجية للحد من تفشي الجائحة على مستوى العالم

لطالما استبعدت منظمة الصحة العالمية إغلاق الحدود كإجراء فعال للتعامل مع الأزمات الصحية. وقد أثبتت الوقائع صحة هذا الرأي. كما كشفت دراسة بحثية أُجريت بالتعاون بين أوكسيرا وإيدج هيلث بأنّه حتى في حال استكشاف مُتحور جديد لفيروس كورونا المُستجد وفرض القيود على السفر بشكل فوري، ذلك لن يُؤخر وصول أعداد الإصابات إلى الذروة إلّا بمعدل أربعة أيام فقط على أبعد تقدير. 

ولا تزال الحكومات تفرض تعقيدات إضافية على السفر، على الرغم من إلغاء غالبية القيود، مثل الإغلاق الكامل للحدود وتدابير الحجر، وانفتاح العالم بشكل متزايد. وتُصر بعض الدول لغاية الآن على فرض بعض القيود، مثل الأعمال الورقية الصحية المعقدة واختبارات كوفيد-19 وارتداء الكمامات، على حركة السفر الدولية برغم رفع مثل هذه القيود على الصعيد المحلي. وصرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشكلٍ رسمي بأنّه: “لا يوجد أيّ مُبرر لفرض تدابير تتدخل بشكل غير ضروري في أنشطة السفر والتبادل التجاري عبر الحدود. وندعو جميع دول العالم إلى اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة”. ونحن بدورنا ندعم هذه التوصية. 

  • يتعين على الحكومات الموازنة بين التدابير الصحية والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها

باتت تداعيات تراجع الترابط الجوي بين دول العالم واضحة للجميع، بالرغم من عدم وجود نتائج قوية تدعم مدى فعالية القيود المفروضة على حركة النقل الجوي. وبالتالي يجب على السياسيين تحقيق نوعٍ من التوازن بين المزايا الاقتصادية والاجتماعية للترابط الجوي والحاجة إلى فرض القيود الصحية على أنشطة السفر.

في عام 2019، ساهم قطاع الطيران بتوفير نحو 40 مليون فرصة عمل حول العالم وبحوالي 3.5 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويوجد شريحة واسعة من الأشخاص الذين يدركون مدى أهمية الترابط الجوي من الناحية الاقتصادية؛ إذ أجمع 92% من المسافرين على “الأهمية البالغة” للترابط الجوي بالنسبة للاقتصاد (بحسب البيانات الصادرة عن آخر استطلاع للمسافرين من إياتا). وخلال الجائحة، اتفق 87% من المشاركين في الاستطلاع (سبتمبر 2021) على ضرورة تحقيق توازن مناسب بين سُبل التعامل مع مخاطر كوفيد-19 والتدابير الضرورية لضمان مواصلة دوران العجلة الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، اتسمت التداعيات الاجتماعية بأهمية كبيرة أيضاً، فقد أسفرت القيود على حرية التحرك والسفر عن فقدان فرص لا تُحصى للتواصل. وأشار ثلثا المشاركين في أخر استطلاع للمسافرين من إياتا إلى “تأثر جودة الحياة سلباً جرّاء القيود المفروضة على السفر الجوي بسبب كوفيد-19”.

وقال كليفورد: “نحثُّ حكومات العالم على الاستماع لتوصية منظمة الصحة العالمية بشأن ضرورة إبقاء الحدود مفتوحة بين الدول. وندعو لإجراء دراسة مستقلة حول فعالية السياسات التي تُوازن بين التدابير الصحية والمزايا الاجتماعية والاقتصادية للترابط الجوي، وذلك بهدف الاتفاق على مجموعة من التوصيات التي يُمكن اعتمادها في التعامل مع الأزمات الصحية المستقبلية”. 

  • استعادة ثقة المسافرين تتطلب اعتماد قوانين منطقية وسياسات شفافة للتواصل

تتأثر ثقة الجمهور سلباً بإقرار القوانين غير المدروسة وقلّة إصدار المعلومات أو تناقضها. ومع ذلك، اتسمت إجراءات اعتماد القوانين وسياسات التواصل مع الجمهور خلال الجائحة بقدر كبير من الإرباك والافتقار للمنطق. وعلى سبيل المثال، وصل عدد التدابير المختلفة التي تُؤثر على حركة السفر الدولي إلى 100 ألف في شهر يناير لعام 2022. وعانى المسافرون للغاية من صعوبة فهم هذا النظام المُجزّأ من التدابير، بينما وجد المُشغلون أنفسهم أمام قدر هائل من التعقيدات التشغيلية. وفي هذا السياق، يؤكد استطلاع المسافرين من إياتا على مدى أهمية اعتماد الحكومات لمنهجية مُتسقة لاعتماد قوانين السفر، إذ إشار حوالي 59% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنّ “فهم هذه القوانين كان تحدياً حقيقياً”، وأعرب 57% منهم عن “صعوبة استكمال الأعمال الورقية”، وأجمع 56% من المشاركين أيضاً بأنّ “تجربة السفر باتت أقل سلاسة ممّا كانت عليه”. 

ومن ناحية أخرى، تتراجع أهمية التقيد بقواعد ارتداء الكمامات على متن الطائرات، إذ يرى غالبية المسافرين الآن بأنّه لا بد من وقف العمل بإلزامية ارتداء الكمامات بشكل كامل، أو عدم فرضها في حال إلغاء العمل بها في بيئات أخرى مثل المكاتب. 

ولإعادة تعزيز ثقة المسافرين بقطاع السفر، يتعين على الحكومات اعتماد الخطوات التالية:

  • وضع مبادئ توجيهية بشأن كيفية إلغاء تدابير الصحة العامة بمجرد إقرارها
  • تبسيط الإجراءات البيروقراطية لحركة السفر والأعمال الورقية وتحويلها إلى إجراءات رقمية، وذلك باعتماد معايير مشتركة والاعتراف المتبادل بالشهادات الصحية الرقمية.

واختتم كليفورد: يرى 71% من المسافرين بأنّهم لا بد أن يكونوا قادرين على السفر الآن كما كان الحال قبل الجائحة. وبينما تتسارع وتيرة العودة نحو الحياة الطبيعية، سنعود إلى عالم يتمحور فيه اهتمامنا حول تحقيق النمو المستدام لقطاع الطيران. وهذا لا يعني بأنّه بإمكان الحكومات والقطاع نسيان الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19، لا سيما مع توقعات بظهور المزيد من المخاطر الصحية على المستوى العالمي. ويُعدّ تطبيق الدروس المستقاة من جائحة كوفيد-19 على الأزمات الصحية المستقبلية خير وسيلة لضمان عدم ذهاب التضحيات التي بذلها الملايين خلال هذه الفترة سُدى”.

عن المؤلف

شيماء زامل

التسويق على مواقع التواصل الإجتماعي، كاتبة محتوى إبداعي، مترجمة من اللغة العربية الى الإنجليزية، مديرة مجتمع

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com