حدد الصفحة

الحواسيب فائقة الأداء تدعم النهضة الاقتصادية الحديثة للمملكة

الحواسيب فائقة الأداء تدعم النهضة الاقتصادية الحديثة للمملكة

أحمد الجشي، المدير الإقليمي للحاسبات فائقة الأداء والذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط وأفريقيا لشركة إنتل:

(“الدمام 7″، و”شاهين 2” والعديد من الحواسيب فائقة الأداء الأخرى تسهم بفاعلية في تجسيد رؤية 2030 لتطوير اقتصادٍ قائمٍ على المعرفة وتعزيز الموارد الوطنية النفطية وغير النفطية

الرياض، مايو 2021م: لطالما عرفت المملكة بريادتها في الجوانب التقنية المختلفة، وسجلت تميزها عبر الكثير من الإنجازات الاقتصادية والتجارية العملاقة التي برزت على مستوى العالم مستندة للطموحات الكبيرة لدى قيادتها الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -حفظه الله-. 

ولعل من أهم هذه الإنجازات الحواسيب فائقة الأداء التي ارتقت باسم البلاد خلال السنوات الماضية، حيث تحتل المملكة المرتبة السابعة في العالم من حيث إجمالي قوة المعالجة الحاسوبية للأجهزة فائقة الأداء، لتسبق المملكة في هذا المجال العديد من الدول المتقدمة اقتصادياً وتقنياً؛ مثل: المملكة المتحدة وكندا وسويسرا، ما يجعل المملكة إحدى أقوى دول العالم من حيث الحوسبة فائقة الأداء. كذلك، تتميز المملكة بمرتبة متقدمة في قائمة منظمة “توب 500” التي تسجل أداء أقوى 500 حاسوب فائق الأداء في العالم منذ العام 1994م.

الحاسوب فائق الأداء أو (السوبر كمبيوتر)؛ هو حاسوب ذو إمكانياتٍ هائلة جداً يستخدم لمعالجة كم هائل جداً من البيانات، وله القدرة على تخزين كم هائل جداً من البيانات والمعلومات والبرامج وهو يستخدم على نطاقٍ دوليٍ واسع، ويُقاس أداء الحاسوب العملاق أو فائق الأداء عادةً بعدد عمليات الفاصلة العائمة في الثانية (Flops) بدلاً من قياسها بالأوامر لكل ثانية. ويعادل البيتافلوب تقريباً واحد كوادريليون عملية حسابية في الثانية. ويشير أحد التقديرات إلى أن الإنسان قد يستغرق نحو 32 ألف سنة لإنجاز نفس المهمة. 

وتعد معالجات إنتل (Intel Xeon) الشهيرة الخيار المفضل لتشغيل الحواسيب فائقة الأداء، لدرجة أن 459 من الخمسمائة حاسوبٍ المدرجة في قائمة “توب 500” تعمل بمعالجاتٍ من إنتاج هذه الشركة الرائدة عالمياً في صناعة رقاقات ومعالجات الكمبيوتر، ما يمنح هذه الحواسيب أعلى كفاءة تشغيلٍ ممكنة.

وتستخدم المؤسسات الحكومية والأكاديمية ومراكز الأبحاث والشركات بشكلٍ عام الحوسبة فائقة الأداء في العديد من المجالات التي تتطلب معالجة مجموعات من البيانات الضخمة، فضلاً عن القوة الحسابية الهائلة، ومن أهمها: الذكاء الاصطناعي، وتسريع عجلة الأبحاث العلمية، واستكشاف واستخراج النفط، بالإضافة إلى أبحاث الطاقة المتجددة وفي المجال الصحي والمناخي، وغيرها من المجالات الحيوية التي تساهم بشكلٍ مباشر في النمو الاقتصادي و المعرفي، وتحسين مستوى المعيشة، حيث تمكّن الحوسبة فائقة الأداء مستخدميها من باحثون و غيرهم من تحويل البيانات و العمليات الحسابية المعقدة إلى معلوماتٍ عالية القيمة بأسهل و أسرع ما يمكن. 

وقد أعرب المهندس أحمد الجشي، المدير الإقليمي للحاسبات فائقة الأداء والذكاء الاصطناعي للشرق الأوسط وأفريقيا لشركة إنتل، عن فخره بالتقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، وأضاف “بفضل من الله سبحانه وتعالى وثم بتوجيهات قيادتنا الرشيدة تحتل المملكة اليوم المركز السابع عالميا والأول عربيا في مجال الحوسبة فائقة الأداء كما تحتل المركز الأول عربيا في مجال الذكاء الاصطناعي مما يساهم بشكل مباشر في تطوير كافة المجالات العلمية والاقتصادية والحيوية”

وأوضح المهندس الجشي “يعود تميز المملكة في الحواسيب فائقة الأداء إلى امتلاكها اثنين من أقوى هذه الحواسيب في العالم؛ وهما: “الدمام 7″ الذي تملكه شركة أرامكو السعودية، و”شاهين 2” الذي تملكه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والذين يستخدمان للنهوض بالبحث العلمي والتطوير محلياً، والإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 المتعلقة بالتحول الرقمي، وتعزيز قدرة المملكة التنافسية، ومساندة جهود الدولة الرامية لتطوير اقتصادٍ قائمٍ على المعرفة، وتعزيز الموارد الوطنية النفطية وغير النفطية.

وأضاف الجشي قائلاً “تتضمن هذه الحواسيب الفريدة من نوعها معالجات (Intel Xeon) من إنتل ما يجعلها قادرة على تقديم حلولٍ فعالةٍ فائقة السرعة وسهلة الاستخدام، كما يمكن لأي باحثٍ لا يستطيع الوصول الى حاسوب فائق الأداء الاستفادة من تقنياتٍ مشابهةٍ لهذه الحواسيب بسهولة ويسر عبر الخدمات السحابية المتنوعة المدعومة بمعالجات إنتل”.

ويعد حاسوب “الدمام 7” الذي يحوي معالجات إنتل من أقوى عشرة حواسيب في العالم، ويتيح فرصاً جديدة لتطوير عمليات التنقيب عن النفط، وتعزيز قدرات اتخاذ القرار في مجال التنقيب والاستثمار بشكلٍ عام. ويُعد إطلاق حاسوب “الدمام 7” خطوة متقدمة ضمن استراتيجية التحول الرقمي في أرامكو السعودية، التي تضم مجموعة تقنيات متطورة تسهم في إعادة تشكيل العمليات الرئيسة، وتعزيز الكفاءة، وتمكين ريادة الشركة في مجال علوم الأرض، حيث يسهم “الدمام 7” في تجاوز أساليب التنقيب والإنتاج التقليدية، من خلال استخدام أحدث التقنيات، وخوارزميات المحاكاة والتَعلُّم العميق المتقدمة، ليمكن المسؤولين وصناع القرار من التعامل مع نماذج أرضية ثلاثية الأبعاد أكثر تفصيلًا، مما يحسّن قدرة الشركة على اكتشاف النفط والغاز واستخراجهما، وفي ذات الوقت يحد من المخاطر المرتبطة بالتنقيب والتطوير، فضلًا عن تعزيز عملية اتخاذ القرار في مجال التنقيب وتطوير الموارد الهيدروكربونية، وتوجيه الاستثمارات المستقبلية في الإنتاج وتخصيص الموارد.

وقد جرى تطوير “الدمام 7” بهدف تزويده بقدرة حوسبة فائقة الأداء تبلغ 55.4 بيتافلوب، تتيح له معالجة أضخم مجموعة بيانات جيوفيزيائية في العالم وتصويرها. وإلى جانب “الدمام 7″، تملك أرامكو السعودية عدة أنظمة حوسبة ضخمةٍ أخرى مدعومة بمعالجات إنتل؛ ومن أبرزها: الحاسوب “عنيزة 2″، والحاسوب “مكمن 3″، والحاسوب مكمن 2”.

أما الحاسوب “شاهين 2″، الذي يحتوي على 200 ألف نواة من معالجٍات Intel Xeon موزّعٍة على 6 آلاف خادم، فقد احتل المرتبة السابعة على قائمة “توب 500″ عند إطلاقه في 2015م، والآن يحتل المرتبة الثانية والخمسين“، فيملك مساحة تخزينية هائلة تبلغ 17.6 بيتابايت و790 تيرابايت من الذاكرة الرئيسية، بلغت كلفته 80 مليون دولار، وقد كان عند إطلاقه الأول في منطقة الشرق الأوسط. ويستطيع هذا الحاسوب فائق الأداء معالجة 5.536 بيتافلوبات، و”بيتافلوب” وحدة من سرعة الحوسبة تساوي واحد إلى جانبه 15 صفراً من عمليات الفاصلة العائمة في الثانية الواحدة.

وتستعين الجامعة بالحاسوب “شاهين 2” لتطوير الأبحاث العلمية النظرية والتطبيقية في العديد من التخصصات؛ خاصة في الهندسة، وأنظمة البيانات، والاقتصاد الدائري للكربون، حيث تعتمد الجامعة أقصى قدرات الحاسوب الفائق لتطوير التعلم الآلي، وابتكار طرقٍ لتعزيز الطبيعة والمحافظة عليها.

وتعد شركة إنتل التي يعود تأسيسها إلى العام 1968م، من أكبر شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من أبرز المنتجين لرقاقات ومعالجات الحواسيب في العالم.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com