نهج من أربع خطوات يدعم التوجه المتسارع نحو الاستدامة
أضحت مسألة الاستدامة بعد جائحة كوفيد-19 من الأولويات بالنسبة للشركات في جميع أنحاء العالم. ومن يطبق الاستدامة بأسلوب صحيح، فإنه يجني الثمار
الإمارات العربية المتحدة، دبي، 22 أبريل 2021: بمناسبة يوم الأرض لهذا العام، يتحدث توم دي وايلي، الشريك والمدير الإداري في “بين أند كومباني” مكتب الشرق الأوسط، حول مسألة الاستدامة، التي تمثل قطاعاً يشهد توسعاً متسارعاً، ويترك تأثيره على مجالات لم يكن من الممكن تخيلها حتى قبل بضع سنوات.
ومع هذا التوجه المتسارع نحو الاستدامة، فإن آثاراها تشمل مختلف الشركات التي ستشهد تغييرات مختلفة، وسينتهي الأمر بالنسبة للشركات التي تتحرك بسرعة أكبر إلى تحقيق الريادة. ويقول 73٪ من المستهلكين في العالم في الوقت الحالي إنهم سيغيرون عادات الشراء بهدف خفض التأثير البيئي، فيما يرى 78٪ من المستثمرين أن الاستدامة أكثر أهمية مما كانت عليه قبل خمس سنوات، ويتوقع 75٪ من العمال الأصغر سناً (18-34 سنة) أن يتخذ أصحاب العمل موقفاً تجاه مسألة التغير المناخي.
قد تبدو الاستدامة، من ناحية الشكل، بالنسبة لشركات السلع الاستهلاكية التي تبذل جهدها لتحقيق أهداف الاستدامة، هدفاً غير قابل للتحقيق، حيث إنها تعني زيادة التكاليف نتيجة للقيام بعمليات إنتاج إضافية، واستخدام مواد جديدة باهظة الثمن تؤثر على هامش الأرباح.
ولكن رغم ذلك، يجد البعض أن العكس هو الصحيح. فعندما تكون المنتجات التي تقدمها الشركة أكثر استدامة، فستكون قادرة على خفض التكاليف، إلى حد كبير في بعض الأحيان، حتى عند إطلاق منتجات تمتلك قدراً أكبر من الجاذبية بالنسبة للمستهلك. ومن التأثيرات الإيجابية لجائحة “كوفيد-19″، خلال هذه الفترة التي تسعى الشركات جاهدة فيها لترسيخ حضورها في ظروف الانكماش الاقتصادي، هو أنه كان عليها أن تعيد تقييم محفظة منتجاتها، حيث تبحث الكثير من الشركات عن فرص لخفض التكاليف مع إضافة القيمة.
ونظراً لأن الشركات تعتبر الاستدامة في التصميم من أبرز العوامل الرئيسية، فيجب عليها اتباع نهج يتكون من أربع خطوات.
وضع القواعد: تحتاج الشركات إلى توضيح طموحاتها، والتي تتمثل بخفض التكلفة وتحسين هامش الأرباح. إنها بحاجة إلى وضع مبادئ توجيهية حول كيفية إدارة التبادلات التجارية حسب فئة المنتج أو العلامة التجارية. وهذا يعني طرح تساؤلات، على سبيل المثال، حول كيفية ارتباط تغليف المنتج وتصميمه بما يعتبر قيمة بالنسبة للمستهلكين، وكيفية اختيار التبادلات التجارية بناءً على القيمة والتكاليف والاستدامة.
تحديد المعلومات الأساسية: تجري أفضل الشركات تحليلاً دقيقاً لتكلفة المنتجات الحالية والمنتجات المصممة حديثاً. وإلى جانب الاعتبارات الأخرى مثل التكاليف المفصلة للمواد ومتطلبات إنفاق رأس المال، فإنها تحدد مستوى الاستدامة لكل منتج، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل الانبعاثات وقابلية إعادة التدوير.
تسريع العملية: تساهم أساليب العمل المرنة، عند إجرائها بشكل صحيح، بتخفيض أوقات تسليم المشروع من 18-24 شهراً إلى 5-6 أشهر. وتعزو الشركات تحقيق هذه النتائج السريعة إلى حد كبير للفارق الكبير في أداء فرق العمل المرنة ذات الخبرات المتعددة، والحوكمة الفعالة التي تقوم على مجموعة من مبادئ التشغيل. ومن بين تلك المبادئ: الأهداف الموضوعة للتصميم والتي تشمل التسويق، وسلسلة التوريد، والمشتريات، والاستدامة، مع وجود مجلس تقييم متعدد الخبرات من كبار المسؤولين يتولى مهمة الموافقة على المشاريع من أجل تحقيق الأهداف.
الثبات في العمل: كما هو الحال بالنسبة لأي مبادرة لتحسين الأداء، فمن الضروري متابعة النتائج بدقة في سبيل توفير النفقات بشكل كامل، وضمان استمرار هذا التوفير. ستعمل الشركات الأكثر نجاحاً على توظيف ما اكتسبته من خبرات حتى تكون الاستدامة جزءاً من عملية تطوير منتجاتها الجديدة. ولا شك أن تحقيق قيمة عالية من الجهود المبذولة، يعني أيضاً الاستفادة من المكاسب التي تقدمها الاستدامة حتى تكون العلامة التجارية أقوى ولتساهم في التحول الثقافي. تقوم أفضل الشركات بتضمين الاستدامة في عمليات التسويق وتطوير العلامة التجارية من خلال التركيز على مزايا الاستدامة والاحتفاء بها وتعريف الموظفين والعملاء والمستهلكين بها.
كانت الشركات ذات التفكير المستقبلي قد بدأت بجني المكاسب التي نتجت عن أخذ مسألة الاستدامة على محمل الجد، وعملت على التسويق لهذه الجهود، حتى قبل انتشار جائحة كوفيد-19 التي تسببت بوقوع الخسائر. وفي الواقع، لا يتحتم على الشركات أن تختار بين خفض التكاليف وتلبية الطلبات المتزايدة على المنتجات المستدامة من جانب المستهلكين وتجار التجزئة والمنظمين. ومن الممكن تحسين كلا الجانبين والخروج بقوة أكبر في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19.
ومنذ بداية عام 2020، كان هناك شيء واحد واضح، وهو أن الوقت قد حان لتطبيق الاستدامة مع توجه الجميع للبحث عن الشركات التي بدأت بالتنفيذ.