حدد الصفحة

بناء جسور التعاون والعمل المشترك لإعداد قادة المستقبل الرقمي في المملكة العربية السعودية

بقلم: تيري هي، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي تك إنفستمنت السعودية

تيري هي، الرئيس التنفيذي لشركة -هواوي تك إنفستمنت العربية السعودية المحدودة
تيري هي، الرئيس التنفيذي لشركة -هواوي تك إنفستمنت العربية السعودية المحدودة

شهد العام الحالي تنامي دور الاتصالات على المستوى العالمي أكثر من أي وقت مضى، إذ ساهمت شبكات الاتصالات الحديثة بفضل السرعات الكبيرة التي توفرها وتقنيات  أخرى كالمؤتمرات عبر الفيديو والحوسبة السحابية في استمرار الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وساهمت في إيجاد الحلول والبدائل الكفيلة باستمرار الخدمات العامة والأعمال أثناء فترة الإغلاق والتباعد الاجتماعي. ومن خلال الاعتماد على التقنيات المبتكرة، ستتمكن المجتمعات المدنية والأعمال من التقدّم بخطى واثقة نحو تحقيق الأهداف التنموية وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الوطنية الطموحة كبرنامج التحول الوطني ورؤية المملكة العربية السعودية 2030.

خلال الحقبة الرقمية الحالية، يسهم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في إرساء الأسس المتينة للمجتمعات الذكية، حيث يؤدي كل من يعمل في هذا المجال دوراً مهماً على طريق إيجاد الحلول التطويرية للأعمال في مختلف القطاعات، مما يسهم بدوره في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق أهداف الخطط والاستراتيجيات الوطنية في المملكة. ويعتبر التركيز على نهج الابتكار وتنمية المواهب التقنية أحد أهم ركائز بناء مستقبل مستدام بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية باعتبار أن رعاية المواهب المحلية هي الخطوة الأولى والجزء الأساسي الأهم على طريق النظام الإيكولوجي الشامل الواجب بناؤه لتقنية المعلومات والاتصالات في إطار بناء الاقتصاد الرقمي والمساهمة في تعزيز أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات في السعودية. وهي أولوية ينبغي العناية بها في إطار العمل على جني ثمار التحول الرقمي وإطلاق عنان مزيد من الفرص للأفراد والشركات، سيما خلال المرحلة الأخيرة من الجائحة وتلبية متطلبات التعافي الاقتصادي في المرحلة القادمة. 

وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهتها العملية التعليمية بسبب الإغلاق، إلا أن الحلول التي وفرتها تكنولوجيا الاتصالات والتقنيات الحديثة ساهمت في مواصلة التعليم على مدار الفترة الماضية، حيث برزت تحديات جديدة تمثلت في تزويد الطلاب بالوسائل اللازمة لمتابعة تعليمهم بعيداً عن المختبرات والصفوف الدراسية والمعدات والمناهج التقليدية. كما شهدت تلك الفترة اتساع الفجوة الرقمية، مما أدى لتراجع نسبي في المكاسب التي تم تحقيقها خلال الأعوام الماضية.

التركيز على تحفيز شباب السعودية للاهتمام بمستقبلهم الدراسي والمهني في إطار التماشي مع التكنولوجيا الحديثة والعمل على تزويدهم بالمهارات التقنية اللازمة لمواكبة التطور الواجب القيام به أمر بالغ الأهمية. فإعداد جيل يتمتع بالخبرات والقدرات اللازمة والارتقاء بالمواهب ليصبحوا قادة التكنولوجيا ويساهموا في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة لبلادهم في المستقبل هو السبيل الأمثل الذي تركز القيادة السعودية عليه وتسعى بكامل ثقلها لتحقيق نتائج جيدة فيه، فهناك يقين تام بأن الكوادر البشرية الوطنية قيمة كبيرة في المملكة يجب الاستثمار فيها ويمكن التعويل عليها في شتى المجالات.

بناء الاقتصاد الرقمي المستدام أحد أهم أهداف المرحلة المقبلة، ولن يكون الوصول لهذا الهدف ممكناً بدون غرس منهج الابتكار لدى الشباب السعودي والاستثمار بهم ودعمهم بشتى السبل ليأخذوا الدور المناط بهم على صعيد صياغة مستقبل التنمية والتطوير في المملكة. ونحن في هواوي نلتزم بتوفير أحدث ما توصلت إليه صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات من تقنيات حديثة إلى السعودية مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغيرها. ونحرص على مشاركة علومنا وخبراتها مع جميع الشركاء في المملكة في إطار تحفيز المواهب على الابتكار وتعزيز قدراتها من خلال مبادرات وبرامج مثل مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرنامج بذور من أجل المستقبل وأكاديمية هواوي وغيرها لمواصلة مسيرة التحول الرقمي وتوفير التقنيات الرقمية لكل شخص ومنزل ومؤسسة.

سيؤدي التشجيع على تبادل المعرفة والخبرات إلى بناء أنظمة إيكولوجية مفتوحة، مما يوفر المزيد من فرص العمل ومجالات تطوير التكنولوجيا لتعزيز المجتمعات ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص على دعم الابتكار وتنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات، سيّما المهارات العملية التي ترتقي لواقع الحقبة الرقمية الحالية وتتماشى مع مساراتها وأدواتها الحديثة. ويجب على شركات التكنولوجيا بالتعاون مع القطاعين العام والخاص توفير مزيد من الفرص والإمكانيات لتعزيز المواهب التقنية في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركات. كما ينبغي على الجامعات أن تسعى جادة إلى تطوير مناهجها بالتماشي مع التقدم المتسارع للتكنولوجيا ومواكبة لمتطلبات تنمية المواهب في المستقبل. كذلك تقع على عاتق الهيئات الحكومية وشركات الاتصالات ومزودو خدمات تقنية المعلومات والاتصالات مسؤولية توفير المبادرات والبرامج التعاونية وغيرها من الأنشطة والفعاليات والمنصات التي تسهم في تنمية مهارات المواهب وصقل خبراتهم وإعداده لقيادة مستقبل التكنولوجيا في السعودية بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com