حدد الصفحة

زيادة ملحوظة في الطلب على الاستثمار المستدام

زيادة ملحوظة في الطلب على الاستثمار المستدام

مع زيادة وعي المستثمرين المهتمين بالبيئة؛

أبوظبي، 23  نوفمبر 2020: يتخذ المستهلك المهتم بالبيئة اليوم قرارات يومية بشأن إنفاق أمواله على نحو مستدام يتوافق مع قناعاته البيئية، وبالمثل -ووفقا لخبراء الاستثمار في شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس، بدأ اتجاه مماثل يتزايد بشكل منتظم بين المستثمرين باتجاه التركيز على المشروعات ذات الطابع المستدام.

لذا؛ يمكن القول إن الاستثمار المستدام قد قطع شوطًا طويلاً، أثبت خلاله أهميته بدرجة كبيرة، حيث يراعي قطاع كبير من الأصول على مستوى العالم المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG.

وفي هذا السياق؛ يؤكد أليكس هكتور دونكان، الرئيس العالمي لأبردين ستاندرد إنفستمنتس  ASIعلى أهمية التركيز على هذا التوجه قائلا: “يقوم المستهلكون حاليا بممارسة واعية لعملية التسوق محليا، فهم قد يقرروا التسوق من سلسلة أو محال تجزئة “سوبرماركت” محددة، أو التفكير قبل شراء سلعة ما بناء على كونها مستدامة أم لا، أو شراء الحد الأدنى من المنتجات لتقليل هدر الطعام. وتسمح هذه القرارات الصغيرة الواعية لهم بالشعور بأنهم يحدثون أثرا في عالم تتصدر فيه قضية تغير المناخ جدول الأعمال وتحظى بشهرة ملفتة”.

وأضاف: “الأمر ليس كذلك عندما يتعلق الأمر بادخار واستثمار الأموال، فمثل هذه القرارات لا تتبادر على أذهان المستثمرين. لذا يعتمد المستثمرون على المستشارين ومديري الأصول لمساعدتهم على الإبحار في عالم الاستثمار المستدام واتخاذ القرارات المهمة ذات الصلة به”.

وفقًا لبحث أجرته شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس مع مؤسسة “بورينغ ماني Boring Money” البريطانية، تبين أنه من بين المستثمرين الذين يمتلكون بالفعل أرصدة مالية، قال 42 ٪ منهم إنهم يستثمرون حاليًا في صناديق مستدامة أو ذات مردود يحمل قيمة أخلاقية، وقال 12 ٪ آخرون إنهم يخططون لذلك في الأشهر الستة المقبلة. وقد زاد هذا النمط من الاستثمار بشكل كبير خلال الاثني عشر شهرًا الماضية وتسارعت وتيرة انتشاره بسبب الجائحة.

وهنا يؤكد دونكان على أن: “الرغبة في الاستثمار المستدام موجودة، ولكن ربما ما ينقصنا هو التواصل الواضح والأدلة الملموسة على التأثير المحيط بالاستثمار المستدام وتباعاته. كما أن المستثمرين أقل اهتمامًا بالعمليات الداخلية المحيطة بالعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، وهم أكثر اهتمامًا بعوامل التأثير الإجمالية، وكيف يمكنهم أن يحدثوا فرقًا في عالم اليوم. بتعبير آخر؛ يريد المستثمرون رؤية نتائج حقيقية للاستثمار المستدام. على سبيل المثال، إذا كان المستثمر يرى أنه ساعد في “إنقاذ 50 شجرة”، فسيشعر بالاطمئنان لقراره الواعي الذي اتخذه، ومع ذلك؛ إذا لم يتمكن من رؤية التأثير الملموس له، أو حدث مثلا قصور في العوائد سوف يتخلف، هو ومعه آخرين، عن هذا النمط من الاستثمار، فالعائد يعتبر أهم مقياس لأداء استثماره”.

وطبقا لبحث مؤسسة “بورينغ ماني” المالية، يفضل المزيد من المستثمرين الأداء على الاستدامة إذا ما قدم لهم خيار ثنائي البعد، لأن هناك تصورا بأن المستثمرين قد يحتاجون إلى التضحية بالعوائد من أجل الاستثمار بشكل مستدام.

ومع ذلك، تتزايد الأدلة التي تبدد مخاوف المستثمرين من الاستثمار المستدام، بالنظر إلى كيفية أداء صناديق المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG على مستوى العالم، فالصناديق التي تتبنى واحدة من استراتيجيات ESG تفوقت على الصناديق التقليدية على مدى السنوات الخمس الماضية. ووفقًا لدراسة إدارة الأصول السيادية العالمية لمؤسسة إنفسكو- Invescoلعام 2019، فإن ثلثي صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط نفذت نهج ESG من باستراتيجية تبدأ من الأعلى إلى الأسفل.

وتابع أليكس: “بصفتنا كمدراء للأصول في أبردين ستاندرد، نُعنى باطلاع المستثمرين على المزيد من الفصول والحقائق عن العائدات عندما يتعلق الأمر بالاستثمار المستدام. فنحن بحاجة إلى مساعدة المستثمرين للتعرف على العوائد المحتملة لقراراتهم الاستثمارية الواعية اجتماعياً. ونحتاج أيضًا إلى التأكيد على أدلة التأثير الإيجابي لهذا النمط بشكل متزايد لغرس الثقة والإيمان بأن المستثمرين يتخذون الخيار الصحيح لنبدد مخاوفهم”.

وأستطرد قائلا: “نحتاج جميعًا إلى التوفير والاستثمار والإنفاق بمبادئ مستدامة مدروسة إذا أردنا تحقيق الرفاهية للجميع. كما أننا بحاجة إلى النظر إلى الكوكب ككل لا كسلسلة منفصلة من البلدان، وهذه الرؤية الموحدة هي البداية المهمة لعمل أجندة صحيحة للعمل. لقد صرنا نعيش جميعًا لفترة أطول والنظام القديم ببساطة لن يكون بمقدوره تقديم مستقبل أكثر توازناً لنا، ولذلك يجب أن نبدأ في فهم كيفية الادخار والإنفاق بوعي ومسؤولية “.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com