نائب رئيس “تينسنت” يعلن عن تأييده مبدأ “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية” في قمة” عالم الذكاء الاصطناعي”
جمعت قمة “عالم الذكاء الاصطناعي 2019″، التي عُقدت بتاريخ 30 أبريل 2019 في مركز دبي التجاري العالمي، بين العديد من المؤسسات الدولية والمسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات وقادة قطاع التكنولوجيا والمؤسسات الأكاديمية والشركات الناشئة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وكان سينغ يي لاو، نائب الرئيس التنفيذي الأول ورئيس مجلس الإدارة للتسويق والعلامات التجارية العالمية في مجموعة تينسنت قد حضر القمة وألقى فيها خطاباً رئيسياً نيابة عن مجموعة تينسنت بدعوة وُجهت إليه من معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان سينغ يي لاو قد عرض في القمة مفهوم “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، والذي يعكس مبدأ “التكنولوجيا لخير البشرية” الذي تتبناه مجموعة تينسنت في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال سينغ يي لاو بأن “البشرية” هي العنصر الأكثر أهمية من بين ما تستهدفه التكنولوجيا في عصر الذكاء الاصطناعي. وسوف يساعد مبدأ “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، من خلال استهدافه رفاهية الإنسان، على تحسين حياة الناس وخلق إمكانيات جديدة للتنمية الاجتماعية.
وأضاف سينغ يي لاو: “مع بلوغ الابتكار التكنولوجي مراحل متقدمة، فإن الذكاء الاصطناعي يوفر للبشرية سُبل الراحة، غير أنه ينطوي على جوانب من المخاطر والتحديات الفلسفية والأخلاقية والعملية. لهذا يجب علينا إرساء القيم التقنية الصحيحة في الوقت الذي تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة كبيرة. ولطالما التزمت مجموعة تينسنت بمفهوم تعزيز القيمة للمستخدمين كما إنها ملتزمة بالترويج لمبدأ التكنولوجيا لخير البشرية وتحسين حياة البشر باستمرار. وإننا نأمل التعاون مع الجميع من أجل بناء نظام بيئي جديد يرعى مفهوم التكنولوجيا الرامية لخير البشرية، بما يخلق مستقبلاً بارعاً وواعداً لمصلحة الإنسان”.
ابتكار تقنيات “الذكاء الاصطناعي للعثور على المفقودين” و “الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الحياة”
بات البعد الإنساني أحد المبادئ الأساسية للتعامل مع مخاطر الذكاء الاصطناعي؛ وخلال العقدين الماضيين، تبنّت تينسنت مفهوم “توفير القيمة للمستخدمين” في جميع جوانب الابتكار التكنولوجي. ولطالما انطلقت تينسنت، في مجال الذكاء الاصطناعي، من القيمة المقدمة للمستخدم وتسوية المشاكل الاجتماعية باستمرار عبر ابتكار سيناريوهات تتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وأكد سينغ يي لاو، خلال القمة، بأن تينسنت تواصل سبل استكشاف الذكاء الاصطناعي للعثور على المفقودين، حيث ابتكرت فكرة “الذكاء الاصطناعي للعثور على المفقودين”. ففي عام 2014، أطلقت تينسنت تطبيق “QQ Alert: لم الشمل بعد سنوات من الفُراق”، وهي منصة عامة تختص بالرعاية ونشر معلومات الأطفال المفقودين إلى ملايين مستخدمي الإنترنت في المكان الذي يتواجد فيه الطفل المفقود. وبعد ذلك، تم إطلاق وظيفة “البحث حسب الوجه” بناء على تقنية “Tencent You Tu” وهي تقنية متطورة متخصصة في معرفة ملامح الوجه، ويمكنها البحث والمقارنة ضمن قاعدة بيانات تضم عشرات الملايين من الصور لوجوه أشخاص مفقودين وذلك بسرعة 50 مليون صورة في الثانية. ومن خلال المقارنة بين الأعمار عبر خاصية الإدراك العميق للتغيرات في ملامح الوجه، يمكن لهذه الوظيفة التعرف على الأقارب الذين فقدوا بعضهم لسنوات طويلة. وفي مارس 2017، قامت إدارة الأمن العام بمقاطعة فوجيان بالتعاون مع مجموعة تينسنت بإطلاق منصة “Care About You” للحيلولة دون ضياع الأشخاص، وقد تم العثور على 1091 شخصاً من خلال تكنولوجيا التعرف على الوجوه منذ إطلاق المنصة، مما حسّن من معدل النجاح في العثور على الأشخاص المفقودين بشكل كبير وهو ما منح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مزيداً من الزخم بين الناس. وحول هذه المنصة قال سينغ يي لاو: “عندما تنظر الشركات في التكنولوجيا بوصفها جزء من مسؤولية أكبر، عندها فقط يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً أكثر فعالية؛ وهنا تكمن جمالية التكنولوجيا وجوهرها في تحسين حياة الناس”.
أما في مجال الرعاية الصحية، فتلتزم مجموعة تينسنت بابتكار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تنقذ حياة الناس وتساعد الأطباء على تحسين دقة التشخيص وفعاليته من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعدٍ رقمي. واعتباراً من شهر يوليو 2018، ساعد تطبيق “Tencent MIAIS” الأطباء على قراءة ما يزيد على 100 مليون صورة طبية، موفراً الخدمة لملايين المرضى وكاشفاً عن 150.000 حالة من حالات الأورام شديدة الخطورة، حيث بلغت دقة تحديد الموقع في الوقت الحقيقي للأورام الحميدة في القولون والمستقيم 96.93% بينما بلغت دقة تشخيص السرطان الغُديّ 97.20%. ويعتبر تطبيق “Tencent MIAIS” أول تطبيقات تينسنت القائمة على الذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي.
تطوير نظام بيئي مفتوح للذكاء الاصطناعي من أجل مواجهة التحديات العالمية
وأشار سينغ يي لاو إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي يوفرُ حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية مثل الغذاء والطاقة والمياه. وفيما يتعلق بالغذاء، يساعد الذكاء الاصطناعي أصحاب المهن الزراعية على التخطيط للإنتاج بطريقة منطقية من خلال تحليل البيانات مثل درجة الحرارة المحيطة، ومعدل هطول الأمطار، وملوحة التربة، وذلك بهدف تحسين إنتاج المحاصيل في نهاية المطاف. وكانت مجموعة تينسنت قد شاركت في مجال الزراعة القائمة على الذكاء الاصطناعي “AI + Agriculture” وحققت فيه تقدماً أولياً. وفي مسابقة المشاتل الذاتية المستقلة، التي استضافها مركز أبحاث جامعة فاغننجن في هولندا عام 2018، نجح فريق iGrow الذي شكّله مختبر الذكاء الاصطناعي في مجموعة تينسنت بالاشتراك مع الخبراء الزراعيين باستنبات “الخيار بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي” حيث حصل المنتج على ثاني أعلى درجة إجمالية من حيث الإنتاج واستخدام الموارد، وكان الناتج أكثر من خمسة أضعاف إنتاج الخبراء الزراعيين.
وسيؤثر الذكاء الاصطناعي على جميع جوانب الحياة البشرية والاقتصاد وسيدخل حقبة جديدة من التعاون المربح للجانبين. ودعا سينغ يي لاو إلى بناء نظام بيئي (إيكولوجي) يجمع ما بين جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات وشركات التكنولوجيا والمؤسسات الأكاديمية والمستخدمين، بغية ضمان تحقيق التقدم التكنولوجي لصالح المجتمع البشري ككل من خلال إرساء قواعد إيجابية للنظام البيئي الإيكولوجي وتعزيز التفاعل والتعاون الشامل على أساس المصير المشترك.
يُشار إلى أن وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية كانت قد أعلنت في شهر نوفمبر 2017 عن أول قائمة تضم جيلاً جديداً من منصات الابتكار المفتوحة في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز بناء نظام بيئي مفتوح. وقد حصلت مجموعة تينسنت على موافقة لبناء جيل جديد من منصات الابتكار المفتوحة للذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي. وبهدف تعزيز تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي من الجوانب الأربعة للابتكار وريادة الأعمال، والتعاون في سلسلة الصناعة، والبحث الأكاديمي والرفاه العام، فإن المنصة المفتوحة تغطي مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومجتمع البحث العلمي ومُصنّعي المعدات والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومورّدي خدمات تكنولوجيا المعلومات، والجامعات، ومنظمات الرفاه العام، التي تسعى مجتمعة إلى تعزيز استكشاف واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي، والتشخيص المُساعد، والروبوتات الطبية والعديد من المجالات الطبية الأخرى.
