
نوكيا تواصل نشر تقنية 25G PON في الشرق الأوسط مع التركيز على السوق السعودي

في مقابلة خاصة مع محمد سلامة، رئيس قطاع شبكات الإنترنت الثابت في نوكيا للشرق الأوسط وإفريقيا، تم الكشف عن التقدم السريع في نشر تقنية 25G PON في المنطقة. وتعتبر هذه التقنية مرحلة متقدمة لتكنولوجيا الألياف الضوئية المتطورة، ومن المتوقع أن تلعب دوراً حيوياً في دعم رؤية المملكة 2030 من ناحية السرعة والكفاءة والتشبيك مع التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
لمواكبة الازدياد المطرد في متطلبات السرعة وكفاءة الشبكات، كانت تقنية PON (الشبكات الضوئية الغير نشطة) أحد أهم النقلات في مجال الإنترنت السريع. وبادئتها كانت مع 2.5G PON ثم تطورت إلى 10G PON ومؤخراً إلى الـ 25G PON، وهو ما يعد مرحلة مفصلية لتعزيز التشبيك مع التقنيات الحديثة.
استثمار نوكيا في تقنية 25G PON
بالرغم ان شركة نوكيا تمتلك تقنيات ال 50G و ال 100G ، أوضح محمد سلامة أن نوكيا قد ركزت بشكل كبير على تقنية 25G PON لأنها تمثل توازناً مثالياً بين التكلفة والأداء. بعكس التقنيات الأعلى مثل 50G PON و100G PON التي ما زالت تواجه تحديات نضج بيئة التصنيع وارتفاع التكلفة، فإن 25G PON تُعتبر خياراً عملياً للشركات التي تبحث عن سرعات عالية وزمن استجابة منخفض بتكاليف يمكن تحملها. ويعتمد نجاح هذه التقنية على نضج البيئة المحيطة بها، حيث أكد سلامة أن الشركات المصنعة للمكونات أصبحت أكثر استعداداً لدعمها مما جعل تكلفتها تنخفض بشكل ملحوظ.
نشر التقنية في السعودية
تحدث سلامة عن التعاون الاستراتيجي بين نوكيا وشركاء محليين، حيث تم تهيئة الشبكات في المملكة لتكون جاهزة لإطلاق خدمات 25G PON في أي وقت. هذا التعاون جعل من الممكن لمقدمي الخدمات أن يمتلكوا الجاهزية التقنية اللازمة لبدء تقديم سرعات فائقة تلبي احتياجات المستخدمين سواء في القطاع السكني أو التجاري. ولفت إلى أن السعودية تُعد سوقاً واعداً للغاية لهذه التقنية بفضل توجه المملكة نحو التحول الرقمي.
الفوائد المتمثلة في السرعة العالية وزمن الاستجابة المنخفض
تتميز تقنية 25G PON بأنها تقدم سرعات تصل إلى 25 جيجابت في الثانية مع زمن استجابة منخفض للغاية، ما يجعلها مثالية لتطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبث المباشر للفيديو بجودة عالية. كما أوضح سلامة أن هذه التقنية تسمح بتقديم خدمات متزامنة للأفراد والمؤسسات بكفاءة عالية دون التأثير على جودة الخدمة. ويتيح ذلك لمقدمي الخدمات تقديم التزامات قوية تجاه العملاء عبر اتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs) لضمان أداء عالي.
التكلفة المنخفضة ونمو تدريجي في الخدمات
تعمل نوكيا وفق مبدأ “الدفع مع النمو”، حيث يمكن لمقدمي الخدمات البدء بسرعة صغيرة وتطويرها تدريجياً وفقاً لحاجات العملاء. وأشار سلامة إلى أن البنية التحتية المستخدمة في هذه التقنية تعتمد على مكونات متعددة الأغراض، مما يعني أن الشركات لا تحتاج إلى استبدال معداتها بشكل كامل عند الانتقال من سرعة إلى أخرى. يمكن تفعيل الخدمات المختلفة ببساطة عن طريق تراخيص برمجية وتحديثات طفيفة في المعدات، مما يقلل من التكاليف الإجمالية.
دور 25G PON في دعم رؤية المملكة 2030
تلعب هذه التقنية دوراً محورياً في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال توفير بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم التطبيقات المستقبلية مثل المدن الذكية والذكاء الاصطناعي. وأوضح سلامة أن المملكة تتطلع إلى تحسين جودة الحياة الرقمية للمواطنين والمقيمين من خلال تعزيز سرعات الإنترنت وتقليل الفجوة الرقمية. ومع التطور السريع للذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي تتطلب نقل بيانات ضخم بزمن استجابة منخفض، تُعد 25G PON الحل المثالي لتلبية هذه الاحتياجات.
الاقتباسات والمصادر
محمد سلامة قال في المقابلة: “نحن مقتنعون بأن تقنية 25G PON هي في الوضع المثالي لتقديم السرعات العالية وفي نفس الوقت توفير زمن استجابة منخفض مقارنة بالتقنيات الأعلى”.
وأضاف: “الميزة الكبيرة أننا نستطيع نشر التقنية على مراحل مع تقليل التكاليف من خلال اعتماد بنية تحتية متعددة التقنيات، مما يسمح بالتدرج في تفعيل السرعات والخدمات المختلفة دون الحاجة لتغيير جذري في الشبكة”.
التأثيرات المحتملة
يمكن لتقنية 25G PON أن تلعب دوراً محورياً في تمكين التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء من خلال تقديم بنية تحتية قوية تدعم نقل البيانات بكفاءة عالية وسرعات فائقة. كما ستساهم في تعزيز تنافسية المملكة في مجال التحول الرقمي وتلبية متطلبات رؤية 2030.
مع التقدم المستمر في نشر تقنية 25G PON في المملكة العربية السعودية، فإن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تحسين البنية التحتية الرقمية ودعم التطبيقات المستقبلية المتطورة. وتوفر نوكيا من خلال هذه التقنية فرصة لتطوير الخدمات الرقمية بكفاءة ومرونة عاليتين، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً لمقدمي الخدمات في المنطقة.