حدد الصفحة

أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي في المنصات منخفضة الرموز

أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي في المنصات منخفضة الرموز

المتحدث: حيدر نظام، رئيس زوهو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

ساهم ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي في إحداث نقلة نوعية في منصات تطوير التطبيقات، وساعد على تمكين المطورين من توليد حلول سريعة للمهام المتكررة باستخدام النماذج اللغوية الكبيرة. ويمكن لهذه الأنظمة معالجة كميات هائلة من البيانات ومعطيات البرمجة والترميز، والتي ساعدت بشكلٍ كبير على تنسيق وتبسيط عملية بناء التطبيق. وتشهد المملكة العربية السعودية تزايد الطلب على الابتكار المدفوع بالذكاء الاصطناعي تماشياً مع رؤية السعودية 2030، حيث تتجه الشركات نحو توظيف أدوات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز الإنتاجية ودفع عجلة التحول الرقمي.

وقامت المنصات منخفضة الرموز، فضلاً عن إنشاء تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بتطوير حلول معتمدة للشركات التي تتطلع لتحقيق السرعة والمرونة ضمن دورات حياة تطوير البرمجيات لديها. وتوفر المنصات منخفضة الرموز طريقة سهلة لبناء التطبيقات التي تتماشى مع أهداف الرقمنة والذكاء الاصطناعي في المملكة، تزامناً مع توجه المؤسسات السعودية نحو تحديث سير العمليات.

ويقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بإنشاء كتل التعليمات البرمجية بسهولة بناءً على المدخلات المطلوبة، إلا أنه يحتاج تدخلاً بشرياً لجمع المعلومات وتنسيقها وقراءة تأثير كل من هذه العناصر بشكلٍ مفهوم أو تحسين النص البرمجي الذي تم توليده. ويبرز دور تلك المنصات خلال هذه المرحلة بشكلٍ كبير، حيث تقدم قدرات التحكم والاستخلاص اللازمة للشركات السعودية لدراسة الحلول المخصصة التي تلبي احتياجاتها التكنولوجية المتغيرة.

التزام المملكة العربية السعودية بالذكاء الاصطناعي والمنصات منخفضة الرموز

تتميز المملكة بمكانتها في صدارة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تحتل المركز 14 عالمياً والأول عربياً وفقاً للمؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي لعام 2024. وتعكس هذه المكانة الرائدة التزام المملكة الراسخ بتحقيق رؤيتها المتمثلة في أن تصبح مركزاً عالمياً لأبرز الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتؤكد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على هذه الرؤية الطموحة، إذ تهدف إلى تعزيز مكانة السعودية عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وتكشف أحدث تقارير الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي تقدماً ملحوظاً في مجالات السياسة والاستثمار والبنية التحتية وتطوير المواهب والكفاءات.

وتلعب المنصات منخفضة الرموز دوراً رئيسياً في دفع عجلة التحول الرقمي في السعودية. فعلى سبيل المثال، تستفيد شركة الخطوط الحديدية السعودية من الحلول منخفضة الرموز لتعزيز جهود التحول، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 المتمثلة في تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً لوجستياً عالمياً. كما تساعد هذه الحلول وغيرها من الحلول عديمة الرموز الشركات في السوق السعودية على تبسيط العمليات وتعزيز الكفاءة.

المستقبل يقوم على الحلول منخفضة الرموز والذكاء الاصطناعي التوليدي

تتضافر الجهود لاستخدام المنصات منخفضة الرموز جنباً إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي للارتقاء بمفهوم تطوير التطبيقات. ويساعد هذا الإجراء على تمكين المستخدم غير المختص في البرمجة من الولوج إلى هذه المنصات وكتابة المدخلات المطلوبة على هيئة نصٍ فقط، ليقوم النظام بعد ذلك بمعالجة مخزون رموز التشفير وتقديم نقطة بداية وبنية هيكلية للبيانات ونقاط ربط وعناصر أخرى قد يجهلها المستخدم غير المختص.

ويتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن المنصات منخفضة الرموز لجميع المستخدمين من الشركات وأخصائيي البرمجة إمكانية تغذية النظام بمتطلبات التطبيق اللازمة لهم. وتتحقق بعدها حواجز الأمان الداخلية ضمن المنصة من جودة النص البرمجي وتناسقه، مما يجمع بين العنصر البشري والبرمجي.

اختيار المنصة منخفضة الرموز الأمثل لكل شركة

يكمن السر لتحقيق الإمكانات الكاملة لهذا المجال في اختيار المنصة الصحيحة والمناسبة. وتتضمن الاعتبارات الرئيسية ما يلي:

  1. منح الأولوية لتطور المنصة: مع تطور إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يتوجب على الشركات منح الأولوية للمنصات منخفضة الرموز، والتي تدعم التطبيقات المخصصة والقابلة للتعديل لتلبية احتياجات المستخدمين كافة.
  2. حماية خصوصية وأمن البيانات: تتعامل هذه المنصات مع عدد هائل من البيانات داخل الشركة وخارجها، مما يدفع الشركات لاختيار المنصات التي توفر خصوصية البيانات وتشفيرها وإمكانية التحكم بالوصول إليها وامتثالها للوائح التنظيمية.
  3. ضمان الامتثال: قد يؤدي عدم الامتثال إلى عواقب سلبية كبيرة، لذلك يجب على الشركات اختيار المنصات التي تلتزم باللوائح التنظيمية الرئيسية في جميع المناطق، ومن ضمنها الشرق الأوسط.
  4. بناء نماذج حوكمة قوية: تُعد الحوكمة الرشيدة، وتشمل التحكم بإصدار البرمجيات وتقديم المبادئ التوجيهية الواضحة، عنصراً أساسياً عند استخدام الوظائف القائمة على نماذج اللغات الكبيرة لضمان جودة النص البرمجي وأمانه.

تبنّي حلول تطوير التطبيقات المستقبلية

مع تطور المنصات منخفضة الرموز، تتيح الابتكارات مثل نماذج اللغات الكبيرة الخاصة والسياقية المعتمدة على النطاقات إمكانية بناء تطبيقات مصممة لكل قطاع. ويضمن اعتماد الشركات السعودية لهذه الحلول بطريقة مدروسة، تتمثل في البدء على نطاق صغير ثم دراسة وتقييم التقدم ثم التوسع، توفير البيئة المثلى لنجاح أعمالها.

ويساعد توجه المملكة نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم جهود التحول الرقمي، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، على تعزيز أهمية التنسيق بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والمنصات منخفضة الرموز بوصفه عاملاً أساسياً لدفع عجلة الابتكار والتقدم.

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com